فأجابه المتنبي فقال :
إيهم أتاك الحمام فاصطلمك |
|
غير سفيه عليك من شتمك |
همك في أمرد تقلب في |
|
عين دواة لظهره قلمك |
وهمّتي في انتضاء ذي شطب |
|
أقدّ يوما بحده أدمك |
فإخسأ ملوما واربع على ظلع |
|
والطخ بما بين أليتيك (١) فمك |
قلت : ولعمري إن المتنبي سفيه في شتمه وهجائه ، ولم يكن مجيدا في الهجاء ، وكان يملك الفحش المستقبح في هجائه كما في قصيدته التي يهجو بها ضبة.
أبو الحسين الحلبي الصائغ :
شاعر روى عنه الرشيد بن الزبير بيتا مفردا في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان ، بعد أن ذكر في شعر الشريف البياضي أبياتا يهجو بها أبخر ، وذكر بعدها بيتين لأبي الصلت في مثل ذلك ، ثم قال : ومثله ما أنشدنيه أبو الحسين الحلبي الصائغ لنفسه من أبيات يهجو بها ابن حديد الشاعر ، وهو :
بغم كمثل القبر بعد ثلاثة |
|
في تتنه وصديده وعظامه |
وابن حديد هذا هو عبد المحسن بن حديد المعري ، وقد قدمنا ذكره.
أبو الحسين الوامق المعري :
شاعر خليع من أهل المعرة.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن أبي العجائز قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال : أبو الحسين الوامق المعري الشاعر ، قدم دمشق ، أنشدنا أبو النيسر شاكر بن عبد الله الكاتب قال : أنشدني جدي القاضي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان للوامق من قصيدة :
يا فتوني بمن رضاه فتوني |
|
زد فؤادي من وجده المكنون |
__________________
(١) كتب ابن العديم في الهامش ما يفيد انه في رواية ثانية : اليتيه ، هذا ولم ترد أبيات المتنبي في ديوانه.