" ... وأهل
هذه البلدة ينسب إليهم نوك وغفلة علّتها ، إن صدقت الأخبار ، سلامة وسذاجة ، فتعمر
بملحهم الأسمار ، وتتجمل بنوادر حكاياتهم الأخبار. فمنها أن ملك المغرب لما عجب من
هذه المئذنة ، استأذنوه في نقلها إلى بلده على سبيل الهدية ، يجعلونها تحفة قدومه
، وطرفة وفادته ..."
من نص الرحلة ص (١٢٥)
" ... وكان
الانصراف عنها من الغد ، وما شينا أدواح الزيتون والأشجار ، تساوقها جريّات
الأنهار ، تتخللها أطلال الحلل والديار نيّفا على شطر البريد لا تنال صفح ثراه
الشمس ولا ترتاده الحرباء ، تتجاوب أصوات الحمام المطوّق فوق غصونه. وقد اقتطعت
ذلك الجناب الخصيب أيدي الوحشة ، وأخيفت من حلل غابة السابلة ، وسكن ربوعه الآهلة
البوم ، فيالها من مدينة غزر ماؤها وصحّ هواؤها ، وأينعت أرحاؤها ، وضفى عليها من
المحاسن رداؤها.".
من نص الرحلة ص (١٢٧)