ومحل له (من) الحسن نصيب. ولمّا ابتسم ثغر الصباح ، وبشّرت بمقدمة نسمات
الرياح ، الغينا عمل السرّاج إلى الاسراج ، وشرعنا في السير الدائب ،
وصرفنا إلى وادي آش صروف الركائب. واجتزنا بوادي حمّتها ، وقد متع النهار ، وتأرجت الأزهار ، فشاهدنا به معالم
الأعلام ، وحيّينا دار حمدة بالسلام ، وتذاكرنا عمارة نواديها ، وتناشدنا قولها في
واديها :
أباح الشوق
أسراري بوادي
|
|
له في الحسن
آثار بوادي
|
فمن واد يطوف
بكل روض
|
|
ومن روض يطوف
بكل وادي
|
ومن بين الظباء
مهاة رمل
|
|
سبت قلبي وقد
ملكت فؤادي
|
لها لحظ ترقّده
لأمر
|
|
وذاك الأمر
يمنعني رقادي
|
كأن البدر مات
له شقيق
|
|
فمن حزن تسربل
بالحداد
|
واستقبلنا البلدة
حرسها الله في تبريز سلب الأعياد احتفالها ، وغصبها حسنها ، وجمالها نادي بأهل
المدينة ، موعدكم يوم الزينة ، فسمحت الحجال برباتها ، والقلوب بحبّاتها ،
والمقاصر بحورها ، والمنازل ببدورها. فرأينا تزاحم الكواكب بالمناكب وتدافع البدور
بالصدور بيضاء كأسراب الحمائم ،
ملتفعات بروضهن
تلفع الأزهار بالكمائم ، حتى (إذا) قضى القوم من سلامهم على إمامهم فرضا ، واستوفينا أعيانهم تمييزا وعرضا ،
__________________