قلت فمدينة سلا ، قال العقيلة المفضّلة ، والبطيحة المخضّلة ، والقاعدة
المؤصّلة ، والسورة المفصّلة ، ذات الوسامة والنضارة ، والجامعة بين البداوة
والحضارة. معدن القطن والكتّان ، والمدرسة والمارستان ، والزاوية كأنها البستان
والوادي المتعدّد الأجفان ، والقطر الآمن عند الرجفان ، والعصير العظيم الشان ،
والأسواق الممتازة حتى برقيق الحبشان. اكتنفها المسرح والخصب الذي لا يبرح ،
والبحر الذي يأسو ويجرح ، وشقّها الوادي يتمّم محاسنها ويشرح. وقابلها الرّباط الذي ظهر به من المنصور الاغتباط ، حيث القصبة والساباط ووقع منه بنظرة الاعتباط ، فاتسع الخرق وعظم الاشتطاط ،
وبعد الكمال يكون الانحطاط.
إلى شالة مرعى الذمم ونتيجة الهمم ، ومشمخ الأنوف ذوات الشمم ،
وعنوان بر الدّيّم ، حيث الحسنات المكتتبة ، والأوقاف المرتبة ، والقباب كالأزهار
مجودة بذكر الله أناء الليل وأطراف النهار ، وطلل حسّان المثل في الاشتهار . وهي على الجملة من غيرها أوفق ، ومغارمها لاحترام الملوك
الكرام أرفق ، ومقبرتها المنضّدة عجب في الانتظام ، معدودة في المدافن العظام ،
وتتأتى بها للعبادة الخلوة ، وتوجد عندها للهموم السلوة ، كما قال ابن الخطيب :
وصلت حثيث السير
فيمن فلا الفلافلا خاطري لمّا نأى وانجلى انجلى
ولا نسخت كربي
بقلبي سلوة
|
|
فلمّا سرى فيه
نسيم سلا سلا
|
__________________