والانتخاب ، وناهيك بفرقة الأحباب التي هي أمرّ من الصّاب (١) ، ولله در القائل وكأنّه عاين ذلك او سمعا.
السريع
فرقة الاحباب مؤلمة |
|
لو تصيب الصلد لا نصدعا |
و (فال) المتنبي رحمه الباري جلّ وعلا :
الخفيف
لولا مفارقة الاحباب ما وجدت |
|
لها المنايا الى ارواحنا سبلا (٢) |
وودعنا من بها من العلماء والسادة الفضلاء وكل منهم أبدى صدع (٢٥ أاسطنبول) فؤاده من الفراق في الملا ، وكان ذلك بكرة نهار السبت المبارك رابع شهر ذي القعدة الحرام من شهور سنة ثمان واربعين (٢٥ ب بر) (٣) وألف فحططنا الأثقال في قرية حلبا (٤) ودموع العين من الم الفراق تنحدر على الخدود حلبا ، فعند ذلك تذكرت حضرة المشار اليه ، ولطفه مع أنسه الذي رأيناهما لديه ، وتلك الليالي والأيام التي كأنّها كانت أحلام ، التي صدق عليها قول من قال وأجاد في المقال :
البسيط
كأن أيامه من حسن بهجتها |
|
مواسم الحج والاعياد والجمع |
__________________
(١) الصّاب : «عصارة شجر مر وقيل هو شجر اذا أعتصر خرج منه كهيئة اللبن وربما نزلت منه نزيّه أي قطرة فتقع في العين كأنها شهاب نار وربما اضعف البصر» انظر ابن منظور ، لسان العرب ، م ٢ ، ص ٢٥ (مادة صوب).
(٢) انظر ديوان ابي الطيب المتنبي ، شرح ابي البقاء عبد الله بن الحسن بن عبد الله العكبري ، تحقيق مصطفى السقا ، ابراهيم الابياري ، القاهرة ، ١٩٣٦ ، م ٣ ، ص ١٦٣.
(٣) يتوقف النص مرة أخرى في نسخة برنستون وجاءت في الأصل «ثمانية وأربعين والف».
(٤) قرية حلبا في عكار من محافظة الشمال ، انظر انيس فريحة ، اسماء المدن والقرى اللبنانية ، ص ١١١.