أجابوا بأن الظلم هرّب أهلها |
|
ولم يبق فيها ما يدار به بحص |
وقلعتها تلك العظيم بناؤها |
|
لقد ذكرتها الاقدمون وقد نصّوا |
ايادي ، ابن معن اخربتها فلم تجد |
|
سوى حجر ملقى عظيم به جص |
وحاكمها الآن علق وظالم |
|
فلا يرتجى منه منال ولا قرص |
وقاض بها بالجهل قد شاع واغتدى |
|
يدب بها ظلما وليس له رقص |
(٥ ب اسطنبول)
وكاتبه مصلي الهلالي قد اختفى |
|
فلم نجتمع معه وهذا هو الشقص (١) |
وكأنك بها ولم تكن بين البلاد كامرائها (٢) الحرفوشية حيث انهم كأنهم لم يكونوا بين العباد وهكذا يفعل الزمان وعلى هذا يدور الدوران.
وليست (٣) بأول بلدة جار عليها الزمان وأخنى بمصائبه لديها الدوران ، بل هي أحسن حالا من المملكة الاندلسية حيث بها رسوم الشريعة المحمدية ، وأما تلك فقد استولت عليها النصارى وصارت اهلها مما اصابهم حيارى كما ينبي عن أمرها الغريب قصيدة الامام الاريب والهمام الأديب السيد يحيى القرطبي (٤) حين أرسلها لما وراء البحر من
__________________
(١) الشقص هنا بمعنى الحظ والنصيب ، لسان العرب.
(٢) الاسرة الحرفوشية من العائلات الشيعيّة التي كانت صاحبة نفوذ في منطقة البقاع ولقد أوكل اليها في اواخر العهد المملوكي أمور بلاد بعلبك وادمجت في العهد العثماني ضمن اطار نظام التيمار ، كانت متقلبة في تحالفاتها السياسية المحلية وبعد الانتصار السريع الذي احرزه الأمير فخر الدين المعني في موقعة عنجر سنة ١٠٣٥ ه / ١٦٢٥ م ، انزلت ضربة قاصمة بتلك الاسرة التي توارت الى حين عن مسرح الاحداث المحلية ، حول هذه الاسرة راجع :
M. A. Bakhit, The Ottoman Province of Damascus in the ٦١ th Century. Ph. D. Thesis SOAS ٢٧٩١ (PP. ٠٠٢ ـ ٤٠٢.
(٣) من هنا يبدأ النص في نسخة برنستون من جديد.
(٤) السيد يحيى القرطبي : يذكره شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي (ت ١٠٦٩ ه / ١٦٥٨ م) على انه من «الدوحة العلوية» وانه أسر بالاندلس وارسل هذه القصيدة الى السلطان العثماني سليمان القانوني ، ويورد الخفاجي نصّ قصيدته. والمرجح لدى مؤرخي الأدب الاندلسي ان هذه القصيدة من نظم صالح بن يزيد بن صالح بن شريف الرندي ، راجع ، ريحانه الألباء وزهرة الحياة الدنيا ، م ١ ،.