والتأمين
في محبة الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمعنى الكثرة أي
العاملين بأوامر الله أكثر من سائر الخلق.
(والتأمين في محبة الله) إذ هم قد حازوا
أعلا مراتب محبته تعالى (ونقل عن بعض النسخ القديمة) النامين بالنون من النمو أي
نشأوا في بدو سنهم في محبة الله أو أنهم في كل آن وزمان يزدادون في حبه تعالى وهذه
الفقرة صريحة في الرد على قوم من البهايم أنكروا محبة الله بل أحالوها وقالوا لا
معنى لها إلا المواظبة على طاعة الله عز وجل وأما حقيقة المحبة فمحال إلا مع لها
الجنس والمثل ويلزم من إنكار المحبة إنكار الأنس والشوق ولذة المناجاة وسائر لوازم
الحب وتعوابعه والتحقيق أن الحب عبارة عن الميل إلى الشئ المستلذ وإنما يحصل بعد
المعرفة بذلك الشئ وادراكه إما بالحواس أو بالقلب وكما كانت المعرفة به أقوى واللذة
أشد إدراكا من العين وجمال المعاني المدركة بالعقل أعظم من جمال الصور الظاهرة
فتكون لا محالة لذة القلوب بما تدركه الأمور الشريفة الإلهية التي تجمل أن تدركها
الحواس أتم وأبلغ فيكون ميل الطبع السليم والعقل الصحيح إليه أقوى فلا ينكر إذا حب
الله تعالى إلا من قعد به القصور في درجة البهائم فلم يجاوز إدراكه الحواس وكما أن
الإنسان يحب نفسه وبقاء نفسه فكذلك قد يجب غيره لذاته لا لحظ يناله منه وراء ذاته
عين حظه وهذا هو الحب الحقيقي البالغ الذي يوثق به فهذا مع أن الكتاب والسنة قد
نصب على حقيقة