ما بين الجزيرة والجزيرة فرسخان (١) وثلاثة وأربعة ، وكلها عامرة بالناس والنارجيل ، وما لهم الودع (٢) وهذه الملكة تذخّر الودع في خزائنها ، ويقال أن أهل هذه الجزيرة (٣) لا يكون أصنع منهم ، حتى انهم يعملون القميص مفروغا منه نسجا بالكمين والدخريصين (٤) والجيب ، ويبنون السفن والبيوت ، ويعملون سائر الأعمال على هذا النسق من الصنعة ، والودع يأتيهم على وجه الماء ، وفيه روح فتوخذ سعفه من سعف النارجيل فتطرح على وجه الماء فيتعلق فيها الودع وهم يدعونه الكبتح (٥).
__________________
(١) مثنى فرسخ وهو مسافة معلومة : وهو ثلاثة أميال أو ستة سمى بذلك لأن صاحبه اذا مشى قعد واستراح من ذلك كأنه سكن وهو واحد الفراسخ (فارسي معرب) انظر (لسان العرب).
(٢) جاء في كتاب (النقود العربية والاسلامية) لأنستاس الكرملي : ٧٥ «وقد كانت الأمم في الاسلام وقبله لهم أشياء يتعاملون بها بدل الفلوس كالبيض والكسر من الخبز والورق ولحاء الشجر والودع الذي يستخرج من البحر ويقال له الكوري وغير ذلك» قال الكرملي : والودعة ليست بالكوري فالودعة اسم عام يشمل (الصّدف) و (المناقيف) و (النباح) وفي (تاج العروس) ٥ : ٥٣٣ الودعة بالتّحريك وبالفتح جمعه : ودعات محركة (مناقيف) صغار وهي (خرز) بيض تخرج من البحر تتفاوت في الصغر والكبر ، كما في الصحاح ، تزين بها العثاكيل شقها كشق النواة وقيل في جوفها دودة كلحمة تعلق لدفع العين. وقال السهيلي في الروض : ان هذه الخرزات يقذفها البحر ، وإنها حيوان من جوف البحر ، فاذا قذفها ماتت ولها بريق أحسن لون إلخ ما ذكره
(٣) (ط) سوفاجه : الجزائر
(٤) قال في (القاموس) وشرحه ٤ : ٣٩٣ : (الدّخريص) من القميص والدرع واحد الدخاريص وهو ما يوصل به البدن ليوسعه ، والتخريص بالتاء لغة فيه ، وقال أبو عمرو ، : وأصل (الدخاريص) دخرص ودخرصه وقال الأزهري : الدخرص معرب وقال أبو عبيد وابن الاعرابي : هو عند العرب النبيقة وانظر مادة (خرص)
(٥) سوفاجه : كستج