كثير التجنّي والمجون وطالما |
|
جنى سيف لحظ منه وهو بغمده |
له حدق صحّت بسقم جفونها |
|
ومن عجب تقويم شيء بضدّه |
وإنّي إذا ما جنّ ليلي تخالني |
|
أحنّ حنين الثّاكلات لفقده |
ويطربني صدح الحمام بأيكة |
|
إذا صاح قمريّ البشام بردّه |
وترجيع صوت العندليب كأنّه |
|
غدا راهبا فيه زعيما بورده (١) |
وإن شقّ نحر الفجر قامت بلابل |
|
تسبّح لله العظيم بحمده |
وإني على ودّي مقيم على الوفا |
|
وما ملت بل باق على حفظ عهده |
كأنّي وما أرجو كثيّر عزّة |
|
متى حار فكري فيه أو بشر هنده (٢) |
ألا في سبيل الله دهر قضيته |
|
على ظمأ لم يروه ماء صدّه |
أبيت على جمر الغضا متقلّبا |
|
وفي طيّ أحشائي تلظّ بوقده (٣) |
وكان الشيخ أحمد قدم الهند مع والده في أوائل عمره ، فأقام بها نحوا من عشرين سنة ، ولما دخل الوالد الهند اختصّ الشيخ أحمد به ، فنشأت بينهما مودة أكيدة وكانت بينهما مراسلات من نظم ونثر ، فمن ذلك قصيدة كتبها إليه الوالد مطلعها :
إلى أحمد الشيخ النبيل تحيّة |
|
تغشّاه مني بكرة وأصيلا (٤) |
فأجابه الشيخ أحمد بقصيدة مطلعها (٥) :
أتت كي تداوي بالسّلام عليلا |
|
فقلت سلام لا عدمت منيلا |
__________________
(١) الورد (بالكسر) : مقدار معلوم من قراءة القرآن ، أو الدعاء تدوم على قراءته في أوقات معينة.
(٢) تراجع قصّة بشر وهند في مصارع العشاق ٢ /. ٢٣٥
(٣) تلظّ : تلحّ. إلى هنا انتهى ما سقط من (ع).
(٤) سقط هذا البيت والسطر الذي بعده من (ك) فأوهم أن القطعة التي بعدهما من نظم والد المؤلف.
(٥) القطعة في سلافة العصر / ١٩٩ وفي رواية بعض أبياتها اختلاف.