اللّذين خرجا في
أيام المنصور وقتلا . وجوزوا خروج إمامين في قطرين يستجمعان الخصال المذكورة ،
ويكون كلّ واحد منهما واجب الطاعة.
وممن كان على بيعة
محمد الإمام أبو حنيفة وكان من شيعته فرفع الأمر إلى المنصور فحبسه حبس الأبد ،
وقيل أنّه أرسل ابنه حمادا إلى ابراهيم وبعث معه إليه بأربعة آلاف درهم ، وكان يفتي
بنصرته وإعانته ، وكتب إليه كتابا يعتذر فيه عن عدم السير إليه بنفسه وقال : لولا
ما يمنعني من الوصول إليك للحقت بك وأعنتك ، فإذا لقيت القوم ، وظفرت بهم فافعل (كما
فعل أبوك ) في أهل صفين : أقتل مدبرهم ، واجهز على جريحهم ، ولا تفعل
كما فعل في أهل الجمل ، فإن القوم لهم فئة.
فظفر بعضهم
بالكتاب ، وأوصله إلى المنصور ، فلما استبان ما فيه تغيّر عليه وحبسه وآذاه حتى
مات في الحبس سنة خمسين ومائة.
والزيدية أصناف
ثلاثة : جارودية ، وسليمانية ، وبترية ـ والصالحية منهم ـ ، والإمام اسماعيل
المذكور من الجارودية. وكلّ فرقة منهم تخالف الأخرى في مسائل تفرّدت بها ، ولسنا
بصدد بيان ذلك .
__________________