بأن يعيش دور زحل (الأوسط ، وقال : هؤلاء أهل اقليم قد تقدم بهم الحكم بطول الأعمار وصاحبهم زحل ، ثم قال أبو معشر : وبلغني أن الإنسان إذا مات فيهم قبل دور زحل) (١) تعجبوا من سرعة موته. انتهى كلام أبي الريحان.
قلت (٢) (وبقاء رتن المحكي عنه هذا العمر معجز لرسول الله صلىاللهعليهوسلم) (٣) ، وقد دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم لجماعة من أصحابه بكثرة الولد ، وطول العمر وغير ذلك ، مثل أنس بن مالك وغيره فبورك لهم في أولادهم وعمرهم. ونقل أصحاب التاريخ أنّه مات في عام وباء لأنس بن مالك سبعون ولدا أو أكثر ، فغير بدع لمن يدعو له ست مرات أن يعمّر ستمائة سنة مع إمكان ذلك. غاية ما في الباب أن نحن لم نشاهد أحدا وصل إلى ذلك ، وعدم الدليل لا يدل على عدم المدلول.
قال محمد بن عبد الرحمن بن علي الزمرّدي الحنفي : وأخبرني القاضي معين الدين عبد المحسن بن القاضي جلال الدين عبد الله بن هشام بالحديث السابق سماعا عليه قال : أخبرني بذلك قاضي القضاة (نور الدين المذكور بالسند) (٤) المذكور في خامس عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ، قال محمد الألفي : سألت شيخنا الحافظ الذهبي عن رتن الهندي فقال : هذا لا وجود له ، بل هو اسم موضوع لأخبار مكذوبة ، أو هو شيطان تبدّى لهم بصورة أنسيّ ، زعم في حدود الستمائة أنّه صحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فافتضح بتلك الأحاديث الموضوعة ، وبكلّ حال ابليس أسنّ منه. وقد صنّفت فيه جزءا سمّيته كسر وثن بابا رتن (٥) ذكرت فيه طرق حديث رتن وضعفها.
__________________
(١) الذي بين القوسين غير موجود في ك.
(٢) القول للصفدي.
(٣) سقطت الجملة التي بين القوسين من ك.
(٤) وهذه الجملة أيضا سقطت من ك.
(٥) وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٤٥ (رتن وما أدراك ما رتن. شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة ، والصحابة لا يكذبون ، وهذا جرئ على الله ورسوله وقد ألفت في أمره جزءا ، وقد قيل أنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.