لا يغلب بعضهم بعضا ، ويتوادعون على ذلك زمانا.
وأمّا العين : فهي مخرج الأمور من غير مجاريها ، وتحوّل الأمر إلى غير أهله.
وأمّا البقرة : فالمطعم يصير مستطعما ، والملوك عبيدا ، إلّا أنت وأهلك. فانصرف وقرّ عينا إلى تمام الأجل ، فإذا أتاك فلا تحاربه واهد له ابنتك الحسناء ، وطبيبك الماهر ، وفيلسوفك الطويل. ففعل ما أمره وسلم.
وهذه القصة مع صدق أمر الرؤيا في انعقاد الدول فائدة العلم بتأخرها إلى حين والله أعلم.
ورأيت في كتاب العقد (١) لأحمد بن عبد ربه القرطبي (٢) : أن أحد ملوك الهند كتب إلى عمر بن عبد العزيز : من ملك الأملاك الذي هو ابن ألف ملك والذي تحته بنت ألف ملك ، والذي في مربطه (مائة ألف) (٣) فيل ، والذي له نهران ينبتان العود ، والبوّة (٤) ، والجوز ، والكافور الذي يوجد ريحه على [مسيرة](٥) اثني عشر ميلا. إلى ملك العرب الذي لا يشرك بالله شيئا. أما بعد فإني أردت أن تبعث إليّ رجلا يعلمني الاسلام ، ويوقفني على حدوده والسلام.
وفي المروج (٦) : أن ملك الهند كتب إلى كسرى : من ملك الهند
__________________
(١) العقد الفريد ٢ / ٢٠٢.
(٢) توفي أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي سنة ٣٢٨ ه (أنوار الربيع ٤ / ٢٢٣).
(٣) في العقد الفريد (ألف فيل).
(٤) البوة (بفتح الباء وتشديد الواو المفتوحة) : جوزة صلبة تدق وتخلط مع أجزاء التوابل والأفاويه. وهي معروفة بالعراق بهذا الاسم ، ولم أجد لها ذكرا في معاجم اللغة. في العقد الفريد ٢ / ٢٠٢ (الألوة) مكان (البوة) وقال المحقق : هي ضرب من العود يتبخر به.
(٥) زيادة من القعد الفريد.
(٦) مروج الذهب للمسعودي ١ / ٢٦٦.