أرض دمشق سير جمال الدين محمد نهار لتلقيه ، ووصل بيجار إلى دمشق يوم الأربعاء تاسع عشر المحرم ، فتلقاه السلطان وبالغ في إكرامه ، وأنزله في النيرب ، ثم وصل ولده بهادر إلى دمشق يوم السبت التاسع والعشرين من الشهر ، وكان تأخر بسبب جمع أمواله من البلاد ، وكان مهذب الدين علي بن البرواناة نائبا عن أبيه في البلاد يومئذ ، فلما بلغه رحيلهم جهز خلفهم عسكرا من التتر ، وقدم عليهم نيجي فسار إلى خرت برت ، فلم يلحق أحدا منهم غير أنه عثر على خمس مائة فرس عربية عريقة الأنساب ، كان بهادر قدمها بين يديه فضلت عن الطريق ، لما قضى الملك من الاجتماع بهما بعث بهادر إلى القاهرة مع بيسري وخطليجا ، فخرجوا من دمشق يوم الخميس تاسع صفر ، ووصلوا يوم السبت ثالث ربيع الأول ، ثم بعث أباه بيجار مع شرف الدين الحاكي ، فوصلاها يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر فخرج الملك السعيد لتلقيه ، واحتفل به وحمل إليه أموالا وخلعا.
وفي الرابع والعشرين من صفر علق ماء القسان وكسر الخليج بكرة السبت الخامس والعشرين منه ، وركب الملك السعيد وباشر ذلك بنفسه وانتهت الزيادة إلى أربع عشرة اصبعا من تسع عشرة ذراعا.
وفي الخميس تاسع صفر توجه الملك الظاهر من دمشق إلى حلب ، فوصل حمص ثالث عشر صفر فوافاه عليها ضياء الدين محمود بن الخطير ، وسنان الدين ابن الأمير سيف الدين طرنطاي بكلربكي ، وسبب وصولهما أن شرف الدين بن الخطير كان لما وردت كتب الملك الظاهر على أمراء الروم شرع في تفريق العسكر الرومي ، وأذن لهم في نهب من يجدونه من التتر وقتله ، وانحاز الأمير محمد بن قرمان وإخوته وأولاده بمن معه من التركمان إلى السواحل ، وأغاروا على من جاورهم ، ثم كاتب السلطان الملك الظاهر يعرفه مباينته التتر وإخراج السواحل من أيديهم ، وبلغ السلطان غياث الدين ومهذب الدين ما اعتمده شرف الدين فبعثا في