أزدمر اليغموري دويدارية ، والقاضي كمال الدين بن عز الدين السنجاري وزيرا ، وشرف الدين محمد بن علي بن أبي جرادة كاتبا ، وعين له خزانة وسلاح خاناة ، ومماليك كبارا وصغارا عدتهم أربعون مملوكا رتب منهم جمدارية ، وسلاح دارية وزردكاشية ورمح دارية ، وأمر له بمائة فرس ، وعشرة قطر بغال ، وعشرة قطر جمال ، وفراش خاناة ، وطبل خاناة ، وطست خاناة ، وشراب خاناه ، وحوائج خاناة ، وإماما ، ومؤذنا ، وكتب لمن وفد معه من العراق تواقيع باقطاعات ، واستتب هذا الحال إلى أن تجهز الملك الظاهر إلى الشام لسبب يذكر فيما بعد ، فبرز في تاسع عشر شهر رمضان إلى بركة الجب ، فأخرجه معه ، ورغب إليه في إلباسه سراويل الفتوة فألبسه ثم سافرا.
ذكر ولاية الأمير علم الدين الحلبي نيابة السلطنة بحلب
لما خرج فخر الدين الحمصي من حلب كما قدمنا ذكره ، وبلغ الرمل كتب إليه الملك الظاهر يأمره بالعود ، وكان البرلي لما تغلب على حلب خرج منها في حشد من التركمان ، والعربان لشن الغارة على عيسى بن مهنا ، وكان على حمص ، فلما مر البرلي بحماة طلب من صاحبها موافقته فأبى ، وأغلق دونه أبواب البلد ، فأحرق غلالا للشعير بالباب الغربي ، وعاث في نواحيها وأفسد ، وذلك في نصف رجب ، وبلغ الملك الظاهر فولى الحلبي نيابة السلطنة بحلب ، وأقطعه ما يقوم بوظائف المملكة ، ورتب معه علاء الدين بن نصر الله مدبر الأمور ، وبعث معه عسكرا لمحاربة البرلي وقدم عليه الأمير جمال الدين آقوش المحمدي ، فسار الحلبي ومن معه في شعبان ، فلما قرب من حلب والبرلي على تل السلطان رحل بمن معه ، وقصد الرقة ، ودخل الحلبي حلبا وسار المحمدي يتبع البرلي فأدركه بالرقة ، فركب ودخل على المحمدي خيمته ، وقال له : أنا مملوك السلطان وما هربت إلا خوفا منه ، وقد رغبت إليك في أن تستعطفه بحيث يبقي علي حران فإني طردت نواب التتر عنها ،