فردوا عليهم ما أخذتم ، واحقنوا دماء الفريقين ، فقال العادل : حتى اجتمع بالسلطان.
ذكر وقعة أرسوف
لما كان السبت رابع عشر شعبان أصبح الفرنج على نصبة ، وصف السلطان عساكره ، فاندفع جماعة من المسلمين ، وثبت العادل وقيماز النجمي وعسكر الموصل وكان مقدمهم خرم شاه ولقبه علاء الدين ولد عز الدين مسعود ، فلقبه السلطان في ذلك بالملك السعيد ، ثم غارت عليهم عساكر المسلمين ، فولا حيطان أرسوف لحل بهم الحتوف.
وذكر محمد بن القادسي في ذيله وقال : انهزم صلاح الدين في ذلك اليوم ورجع في عسكر الموصل ، وكانوا فوارس.
وقد حكى القاضي ابن شداد ، وكان حاضرها ، وليس المخبر كالمعاين ، فقال : ما انهزم السلطان ، إنما بقي في سبعة رجال ، وأعلامه واقفة وكوساته تخفق ، فلما رأى ما نزل بالمسلمين ، صاح فيهم وحرضهم ، ووقف في ظلته ، فلما رآه الناس في ظلته ثابتا أتت العساكر إليه ، فتراجع الفرنج إلى منزلته ، وقتل من الفريقين جماعة ، وأما قول ابن القادسي إنه قتل من الانكلتار مائة ألف وأربعين ألفا ، فإن الفرنج ما بلغت عدتهم يوم أرسوف ثلاثين ألفا ، قال القاضي : قتل منهم خمسون افرنجيا وقيل أقل.
حديث خراب عسقلان
وسار السلطان من أرسوف ، فنزل عسقلان ، فأجمع الأمراء على خرابها ، فبكى السلطان على خرابها ، وقال : إن فقد أولادي أهون علي من خرابها ، أو أن أنقض منها حجرا ، فقالوا : اخربها والا جرى عليها ما جرى على عكا ، وهذه بين يافا والقدس ، ولا يمكن حفظ الموضعين ، واختر أيهما شيء ، وجاء الخبر نزول الفرنج على يافا ، فأمر بخرابها ، وكان