الذهب ، وهو عند النصارى مثل المسيح ، والذي أسر الملك درباس الكردي ، والذي أسر البرنس إبراهيم غلام المهراني.
فلما رآهم السلطان نزل وسجد لله تعالى ، وجاء إلى خيمته فاستدعاهم ، فجلس الملك عن يمينه ، وبرنس الكرك إلى جانب الملك ، ونظر السلطان إلى الملك وهو يلهث عطشا ، فأمر له بقدح من ثلج وماء فشرب منه وسقى البرنس ، فقال ما أذنت في سقيه ، وكان السلطان قد نذر أن يقتل البرنس بيده ، فقال له : غدار حلفت وغدرت ونكثت ، وجعل يعدد عليه غدراته ، ثم قام إليه فضربه بالسيف على كتفه ، وتممه المماليك ، وقطعوا رأسه وأطعموا جثته الكلاب.
فلما رآه الملك قتيلا ، خاف وطار عقله ، فأمنه السلطان ، وقال : هذا غدار كذاب ، غدر غير مرة ، ثم عرض السلطان الاسلام على الداوية والاسبتار فمن أسلم منهم استبقاه ، ومن لم يسلم قتله ، فقتل خلقا عظيما ، وبعث بباقي الملوك والأسارى إلى دمشق إلى الصفي بن القابض ، فاعتقل الأعيان في القلعة ، وباع الأسارى بثمن بخس ، حتى باع بعض الفقراء أسيرا بنعل فقيل له : هذا ثمن بخس ، فقال : أردت هوانهم.
ودخل القاضي ابن أبي عصرون إلى دمشق وصليب الصلبوت منكسا بين يديه ، وعاد السلطان إلى طبرية ، فأمن صاحبتها ، فخرجت بنفسها ومالها إلى عكا ، وولى طبرية قيماز النجمي ، وأما القومص فإنه خرج من صفت إلى طرابلس فمات بها.
فقيل انه مات من جراحات كانت به ، وقيل إن امرأته سمته ، وقيل هذا كان سببا في هلاك دين النصرانية وأكثر الشعراء في هذه الوقعة.
ذكر فتح عكا
وفيها لغتان المد والنسبة إليها عكاوي ، وعكه بالهاء.
وسار السلطان من طبرية فنازلها يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر ،