حول دار ابن طغج
وما يليها إلى قصر عاتكة وسوق الجعفري والحوانيت ، والتقت على قصر حجاج ، وأشرق الصبح وقد خلا المكان واجتمع قوم في تلك
الليلة من حجر الذهب والفسقار والنواحي المعروفة بباب الحديد ، وعملوا على المحاربة عن
الدروب والأزقة وأبواب الدور ، فما لاح الصباح بضيائه إلا وقد بنوا حائط باب
الحديد ، وسدوا الباب وأتى الله بالفرج.
وقد كانت المغاربة
في تلك الليلة في لهو ولعب وزفن وفرح وسرور بأخذ البلد من عدوهم ، ينظرون إلى النار تعمل
في جنباته ، وقد أتت عليه ، فلما أصبحوا انحدر العسكر من الدكة يريد البلد ، وكان
الناس قد غدوا إلى الميدان ، وصعدوا السطح ينظرون نزول العسكر ، وقد حارت عقول
كثير من الناس من الخوف ، فلما نظرت الدبادبة من كان على السطح ، انحدر العسكر ،
وقد علت الأصوات بالنفير ، فلما سمع الناس النفير بادروا الخروج بالسلاح التام ،
وعدد الحرب وآلاتها وخرج قوم بمثل حربة (٩ ظ) وعصا وفاس وكساء مقلاع ، وحمر عليها
حجارة ، واشتد الناس في القتال ، ونزل القائد أبو محمود في عسكره ، فضرب في
الميدان خيمة وأصبح الناس في شدة عظيمة ، وبلية هائلة [واجتمع الأشراف] وظهروا من البلد ، وقد تبعهم الخلق الكثير من الأخيار
والمستورين يطلبون من الله تعالى الفرج ، فلما قربوا من عسكر المغاربة صاح نفر
منهم ، فنفرت من الصياح خيل هناك ، فقيل لهم :
__________________