وولديه اسحق ويعقوب الأنبياء عليهم الصلاة من الله والسلام ، وهم مجتمعون في مغارة بأرض بيت المقدس ، وكأنهم كالأحياء ، لم يبل لهم جسد ، ولا رم عظم ، وعليهم في المغارة قناديل معلقة من الذهب والفضة ، وأعيدت القبور إلى حالها التي كانت عليه. هذه صورة ما حكاه الحاكي ، والله أعلم بالصحيح من غيره.
سنة أربع عشرة وخمسمائة
(١١١ ظ) فيها ورد الخبر من ناحية حلب بأن الأمير نجم الدين إيل غازي بن أرتق ، رفع المكوس عن أهل حلب والمؤن والكلف ، وأبطل ما جدده الظلمة من الجور والرسوم المكروهة ، وقوبل ذلك منه بالشكر والثناء ، والاعتداد والدعاء ، وحكي عن ماردين أنها وقع عليها برد عظيم لم تجر بمثله عادة ، ولا بصر أكثر منها ماء ، أهلك المواشي وأتلف أكثر النبات والشجر.
وفيها هدم نجم الدين زردنا (١) ، وفيها كسر الأمير بلك بن أرتق عفراس الرومي ، وقتل من الروم تقدير خمسة آلاف على قلعة سريان من بلد أندكان ، وأسر مقدمهم عفراس.
وفيها ورد الخبر بأن السلطان محمود كسر عسكر أخيه مسعود ، بباب همذان ، تحت الزعفراني.
وفيها وردت الأخبار بوصول الكند (٢) ، هو ملك الأفرنج ، في المراكب البحرية ، وملك أكثر المعاقل.
__________________
(١) في معجم البلدان : زردنا : بلدة من نواحي حلب الغربية.
(٢) كذا في الأصل ولم أجد بين المصادر من أتى على ذكر مجيء أسطول بحري يقوده «كونت» ما ، أو حتى قيام بلدوين الثاني أو سواه من قادة الفرنجة بالشام ، بعمل بحري كل ما هنالك أن وليم الصوري تحدث عن قدوم أسطول البندقية على رأسه «الدوج دومنجو ميشيلي» إلى ساحل يافا في سنة ٥١٧ ه / ١١٢٣ م أي بعد ثلاث سنوات ، وكان بلدوين الثاني أسيرا آنذاك لدى الأمير الأرتقي بلك ، وسيذكر ابن القلانسي هذا كله.