فيها هلاكه ، وقد كان مؤثرا للظلم ، مشاركا للحرامية وقطاع الطريق ، وأقيم في مكانه (٩٩ ظ) ولده خيرخان بن قراجه ، تابعا في الظلم لأفعاله ، ناسجا في العدوان والجور على منواله.
سنة ست وخمسمائة
فيها اشتد خوف أهل صور من عود الأفرنج إلى منازلتهم ، فأجمعوا أمرهم مع عز الملك أنوشتكين الأفضلي الوالي بها ، على تسليمها إلى ظهير الدين أتابك ، بحكم ما سبق من نصرته لهم في تلك النوبة ، ومعاضدته إياهم في تلك الشدة ، وندبوا رسولا وثقوا به وسكنوا إليه في الحديث مع ظهير الدين أتابك في هذا الباب ، ووصل إلى بانياس وواليها الأمير سيف الدولة مسعود ، فتحدث معه ، وسار الأمير مسعود مع الرسول إلى دمشق لتقرير الحال بمحضر منه ، فصادف ظهير الدين أتابك قد توجه إلى ناحية حماة ، لتقرير الحال فيما بينه وبين فخر الملوك رضوان ، صاحب حلب ، فأشفق الأمير مسعود أن يتأخر الأمر إلى حين عود ظهير الدين من حماة ، فيبادر بغدوين بالنزول على صور ، ويفوت الغرض المطلوب فيها ، فقرر مع ولده تاج الملوك بوري النائب عنه في دمشق ، المصير معه إلى بانياس ، وانتهاز الفرصة في تسليم صور إليه ، فأجاب إلى ذلك ، وتوجه معه إلى بانياس ، وتم مسعود إلى صور ، ومعه من يعتمد عليه من العسكر ، ولم ينتظر وصول أتابك ، ووصل إليها وحصل بها ، وانتهت الحال في ذلك إلى أتابك ، فأنهض فرقة وافرة من الأتراك إلى صور تقوية لها ، فوصلت إليها وحصلت بها ، واستقر أمر الأتراك فيها ، وحمل إليها من دمشق ما أنفق فيهم ، وطيب نفوس أهل البلد وأجروا على الرسم في إقامة الدعوة والسكة على ما كانت عليه لصاحب مصر ، ولم يغير لهم رسم.
وكتب ظهير الدين أتابك إلى الأفضل بمصر يعلمه : «إن بغدوين قد جمع وحشد للنزول على صور ، وإن أهلها استنجدوا بي عليه ، والتمسوا