عسقلان ، ودخل الأفضل إليها ، وتمكنت سيوف الأفرنج من المسلمين ، فأتى القتل على الراجل والمطوعة وأهل البلد ، وكانوا زهاء عشرة آلاف نفس ، ونهب العسكر ، وتوجه الأفضل في خواصه إلى مصر ، وضايقوا عسقلان إلى أن قرروا عليها بعده للأفرنج عشرين ألف دينار ، تحمل إليهم ، وشرعوا في جبايتها من أهل البلد ، فاتفق حدوث الخلف بين المقدمين ، فرحلوا ولم يقبضوا من المال شيئا ، وحكي أن الذين قتلوا في هذه الوقعة من أهل عسقلان من شهودها وتنائها وتجارها وأحداثها ، سوى أجنادها ألفان وسبعمائة نفس.
سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة
في صفر منها ورد الخبر بوصول السلطان بركيارق إلى بغداد ، بعد أن جرى بينه وبين أخيه السلطان محمد تبر خلف وحرب ، استظهر فيها عليه ، وغلبه على مدينة أصفهان وحصل بها.
وتوجه الملك شمس الملوك دقاق بن تاج الدولة من دمشق في عسكره إلى ديار بكر لتسلمها من المستولي عليها ، ووصل إلى الرحبة في البرية ، ووصل إلى ديار بكر وتسلم ميافارقين ، ورتب فيها من يحفظها ويذب عنها.
وفي رجب منها خرج بيمند ملك الأفرنج صاحب أنطاكية إلى حصن أفامية ، ونزل عليه ، وأقام أياما وأتلف زرعه ووصل الخبر بوصول الدانشمند (١) إلى ملطية في عسكره من الأتراك ، في خلق عظيم ومن عسكر (قلج أرسلان بن) سليمان بن قتلمش ، فعاد بيمند ، عند معرفة ذاك إلى أنطاكية ، وجمع وحشد ، وقصد عسكر المسلمين ، فنصر الله تعالى المسلمين عليه ، وقتلوا من حزبه خلقا كثيرا (٧٥ و) وحصل في قبضة
__________________
(١) أنوشتكين الدانشمند ، وعند ابن العديم حدثت المعركة على أرض مرعش ، زبدة الحلب : ٢ / ٥٠٨ ـ ٥٠٩.