ولاية القائد حامد بن ملهم
المذكور أولا في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
(٤٤ و) وصل القائد حامد بن ملهم إلى دمشق واليا عليها لست بقين من رجب من السنة ، وقد كان القائد علي بن جعفر بن فلاح مستوليا على الجند نافذ الأمر في البلد ، فورد كتاب عزله في يوم الجمعة النصف من شهر رمضان من السنة ، وكانت مدة مقامه في الولاية إلى إنصرافه ومسيره سنة واحدة وأربعة أشهر ونصف شهر.
ثم تولى الأمر بعده القائد أبو عبد الله بن نزال ، فدخل إلى دمشق وقرىء سجله على منبر الجامع ، وأقام المدة اليسيرة ، ثم وافاه كتاب العزل في يوم الأحد رابع عشر شهر رمضان سنة أربعمائة ، فعزل وولي غلام القائد منير ، فأقام المدة اليسيرة ، ثم أتاه كتاب العزل ، فعزل ، وولي القائد مظفر في يوم الاثنين أول شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعمائة فأقام في الولاية ستة أشهر وتسعة أيام ، ثم عزل وولي مكانه القائد بدر العطار ، فأقام في الولاية شهرين وعشرة أيام وعزل ، وولي القائد لؤلؤ ولقب منتجب الدولة ، وتولى الأمر في يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة ، ونزل في بيت لهيا وانتقل منها إلى الدكة ثم إلى مرج الأشعرين (١) ، فأقام فيه أياما ، ودخل القصر في الليل ، فلما أصبح دخل البلد ، وقرىء سجل ولايته على منبر الجامع ، ووافى كتاب عزله ، فعزل وانصرف.
وقيل في أخبار الحاكم بأمر الله أنه أمر في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة بهدم بيعة القيامة في بيت المقدس وهي بيعة عند النصارى جليلة في نفوسهم يعظمونها ، والسبب في ذلك ما اتصل به من هدم الكنائس
__________________
(١) كان شمالي قلعة دمشق وهو يشمل سوق التبن ، وخان البطيخ ، وخان الباشا إلى سويقة صاروجا. غوطة دمشق : ٢٤٤.