[الرحلة]
(٣٤ أ)
وأشرع في المقصود فأقول :
كان استئذاننا لأجل الحج من الوزير المحترم ، والدستور المكرّم ، حضرة أحمد باشا (١) ـ أدام الله نصره ـ يوم السبت الثامن عشر من ربيع الأول عام سبع وخمسين ومئة وألف من الهجرة (٢). وإنما احتجت إلى الاستئذان لأن العادة في بغداد إذا كان لأحد جهة تدريس أو خطابة أو إمامة لا بد من أن يستأذن من والي بغداد ، وقدّمت في صدر الاستئذان قصيدة داليّة (٣) :
كم للهوى من رياق فوق أجياد |
|
شوقا إلى ساكني أكناف أجياد |
وللجفون انهمال لا يشابهه (٤) |
|
من السواري هتون رائح غادي |
صب يبيت على فرش الضنّا وله |
|
قلب ثوى بين أعواد وعوّاد |
يهيم وجدا إذا سار الحجيج ضحى |
|
وتستحث قواه نغمة الحادي |
تزيده شجنا (٥) ورقاء إن صدحت |
|
وذكرت (٦) نغمات الشادن الشادي |
إذا تذكرت والذكرى تهيج جوى |
|
مهابط الوحي شبّت نار إنكادي |
(٣٤ ب)
من لي بكو ماء مرسال تبلّغني |
|
أرض الحجاز لتطفي نار أكبادي |
__________________
(١) والي بغداد وقد تقدم التعريف به في المقدمة.
(٢) الموافق ليوم ٣٠ نيسان (أبريل) سنة ١٧٤٤ م.
(٣) ديوان عبد الله السويدي ص ٢٢ ـ ٢٣.
(٤) في الديوان (يشابههما).
(٥) في الديوان (شخنا).
(٦) في الديوان (فذكرت).