«١٨٤ ب»
كيف أسلو ومهجتي باشتعال |
|
ودموعي شيبت بلون الدماء |
ما وفى لي تصبري قط |
|
بل وفت زفرتي وفرط بكائي |
ما أمر الفراق بعد تدان |
|
واحيلا التلاق بعد تناء |
فنواحي يعيد تلك النواحي |
|
فاق نوح الحزينة الخنساء |
هل يعود الزمان في جمع شمل |
|
وأرى العيش في ظلال الهناء |
أو أر في عيني تلثم ترابا |
|
من مغان حوت جميل الثناء |
أو أراني اشم (١) طيب ثراها |
|
وأقول يا بشراى هذا منائي |
اسأل الله لا يكن ذا آخر الع |
|
هد ولي بالاله حسن رجائي |
فعلى قبرك النيّر صلاة |
|
وسلام ما لاح نجم السماء |
وعلى آله والصحاب جميعا |
|
ما أنار البدور حندس (٢) الظلماء |
[ذو الحليفة]
وتليها ذو الحليفة ، بضم الحاء فلام مفتوحة فياء ساكنة ففاء مفتوحة وآخر الحروف هاء تأنيث ، تصغير حلفاء ، وهو لبني جشم (٣) وتسميها الناس بآبار علي ، ويزعمون أنه قاتل الجن فيها.
وأحرمنا معاشر الشافعية منها ، ونويت الحج مفردا لأنه الأفضل عندنا ، وأحرم معنا بعض الصالحين من الحنفية خروجا من الخلاف ، وبتنا بها ، وصادفنا برد شديد تلك (٤) الليلة ما عهدنا مثله ، ومن فضل الله أني بقيت محرما إلى يوم النحر ، وهو الثالث عشر من إحرامي ، وبفضل الله ما نالني برد ولا ألم ولا سقم مع أن الوقت وسط الشتاء لأنه قد مضى من كانون
__________________
(١) في ب (اشتم).
(٢) الحندس : الليل الشديد الظلمة.
(٣) في ب (حيثم) قال ياقوت ذو الحليفة قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة ، ومنها ميقات أهل المدينة ، وهو من مياه جشم بينهم وبين بني خفاجة بن عقيل (معجم البلدان ج ٢ ص ٢٩٦).
(٤) في ب (بتلك).