وجنده وأحزابه (١). وبعد ، فلما كان الإسناد من الدين ، ووصلة إلى سيد المرسلين ، ولولاه لقال من شاء ما شاء ، وخبط المحدث خبط عشواء ، التمس الشيخ العالم الصالح الناسك الشيخ أحمد بن العالم المحدث الشيخ محمد الحافظ الحلبي أن أروي له حديث الرحمة المسلسل بالأولية ، وأبيّن له رجاله (٨٨ أ) ذوي المناقب العالية ، فأقول : أروي حديث الرحمة بطرق مختلفة ، وأسانيد متنوعة ، مسلسلا وغير مسلسل ، (أشهرها ما رويته مسلسلا) (٢) عن شيخنا علامة الزمان ، وفريد العصر والأوان ، السيد الحسيب النسيب السيد أبو الطيب ابن أبي القاسم (محمد) (٣) المحمدي المغربي المالكي حين إقامته ببغداد ، في بيته الذي هو قرب مرقد الشيخ عبد الكريم الجيلي (٤) في محلة العوينة (٥) في الجانب الشرقي من بغداد ، وهو أول حديث سمعته منه ، قال (حدثني به الشيخ أحمد بن محمد المعروف بالنخلي ، وهو أول حديث سمعته منه قال) (٦) : حدثنا في مكة المشرفة الشيخ يحيى الشاوي (٧) لما
__________________
(١) في ب (وحزبه).
(٢) ليس في ب.
(٣) في أ(ابن المحمدي) والزيادة من ب.
(٤) هو الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم الجيلي ، ابن سبط الشيخ عبد القادر الجيلي ، أو الجيلاني ، من كبار الصوفية في عصره ، أقام في مكة ، وفي زبيد مدة ، ثم سافر إلى الهند ، فعاد منها إلى اليمن ، ثم انتقل إلى القاهرة حيث ألّف أكثر مؤلفاته فيها ، وله مؤلفات مهمة في التصوف ، منها (الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل) و (الناموس الأعظم والناموس الأقدم) و (الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم) و (حقيقة اليقين) وغير ذلك. توفي سنة ٨٢٣ ه ، وقبره في بغداد يدل على أنه توفي فيها. وشيد عند قبره ، في بعض العهود ، مسجد لكنه أزيل في سبعينيات القرن الرابع عشر للهجرة ، وشيدت الأوقاف في أرضه مدرسة. بحثنا : الشيخ عبد الكريم الجيلي ، مجلة الأقلام ج ٥ (بغداد ، السنة ٥ ، ١٩٧٠) ص ١١٥ ـ ١٢٧.
(٥) محلة قديمة تقع قرب محلة باب الشيخ (المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني) ، كانت تسمى في العصر العباسي بمحلة الريان لوفرة المياه فيها ، وعرفت في القرون الأخيرة بالعوينة تصغير ـ على غير قياس ـ لعين ، والمقصود بها عين الماء ، فالاسمان بمعنى واحد.
(٦) ليس في ب.