بسم الله الرّحمن الرّحيم
المقدمة
الحمد لله حمدا تهتزله النفوس ... وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القدوس ... خلق الخلق ليعبدوه فانحرف أكثرهم عن طريقه ولم يوحدوه ... وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ... بلغ رسالته كما أمر وجاهد فيه حتى أتاه اليقين ... فصلى الله عليه وعلى النبيين وآلهم أجمعين ... وجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته.
أما بعد فهذا كتاب ذكر أخبار أصبهان لمؤلفه الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني المتوفى سنة ٤٣٠. أقدمه لاخواني الباحثين راجيا من الله الفضل والعفو والثواب وقد كان الدافع لدى مؤلفه رحمهالله من تأليف هذا الكتاب هو طلب بعض تلاميذه أن يصنف لهم كتابا على غرار من سبقه من العلماء في هذا الفن من العلوم الإسلامية الهامة.
فكان أن جاء هذا الكتاب الجامع لكثير من رواة الأحاديث وذكر كثيرا من أخبارهم وأحوالهم وأنواعا من مروياتهم فأزاح بهذا العمل الجليل الستار عن كثير من الرواة الذين لم يترجم لهم سواه.
ويعد هذا الكتاب أصلا ومرجعا هاما حيث ترجم لكثير من الرجال الذين يعز وجودهم في غير هذا الكتاب.
وبذا يكون أصلا في التعريف بهم نقل عنه من جاء بعد أبي نعيم مثل الذهبي