يريد الياءات التي تقع في آخر الكلام ، في المواضع التي لا يدخلها التنوين ، مثل ياء (غلامي وصاحبي وأكرمني وأعطاني) بحذف الياء من (غلامي) في الوقف ، وهي اسم المتكلم ، وتحذف النون والياء ـ التي هي ضمير المتكلم ـ في النصب ، وفي كل موضع تقع الياء فيه وحدها أو الياء والنون.
ومثّل ذلك سيبويه (٢ / ٢٨٩) بقولك : «هذا غلام ، وأنت تريد (غلامي) وقد أسقان ، تريد (أسقاني)». وقال النابغة الذبياني :
(إذا حاولت في أسد فجورا |
|
فإني لست منك ولست من) |
هم درعي التي استلأمت فيها |
|
إلى يوم النّسار وهم مجنّ |
(وهم وردوا الجفار على تميم |
|
وهم أصحاب يوم عكاظ ، إن) |
شهدت لهم مواطن صالحات |
|
أثبنهم بودّ الصدر من (١) |
المخاطب بهذا الشعر عيينة بن حصن الفزاري ، والذي حمل النابغة على مخاطبته بذلك ، أنه أراد أن يقطع الحلف الذي بين بني أسد وبني ذبيان ، لأن بني أسد قتلوا رجلين من بني عبس ، ولم يحب النابغة قطع الحلف ، فقال هذه القصيدة.
__________________
(١) ديوان النابغة ق ٤٤ / ١٤ ـ ١٥ ـ ١٦ ـ ١٧ ص ١٩٩ وهي في الديوان على إشباع الروي. وجاء في رواية البيت الرابع (مواطن صادقات أتينهم بنصح الصدر ..) وروي الثالث والرابع للشاعر في : القوافي ٦٦ واللسان (ضمن) ١٧ / ١٢٨ والثالث في القوافي ١١٢ وتقدم شيء من هذه القصيدة في الفقرة (٣٧١)
ـ الشاهد في الأبيات حذف ياء المتكلم ، تشبيها لها بياء القاضي مما تحذف ياؤه في الوقف. ويرى أبو سعيد السيرافي (على هامش الكتاب) ، أن ياء المتكلم إذا كان ما قبلها مكسور جاز حذفها لدلالة الكسر عليها.
وقد ورد الشاهد في : النحاس ١٠٧ / أوعنده أولهما فقط والأعلم ٢ / ٢٩٠ والكوفي ٢٧٥ / أ