الشاهد (١) فيه أنه بنى (بداد) على الكسر.
يخاطب عوف بهذا الشعر لقيط بن زرارة الدارميّ ، كان أخوه معبد (٢) بن زرارة أسرته بنو عامر في يوم رحرحان ، وفر عنه لقيط ، فعيّر عوف لقيطا بتركه أخاه. والعامري : يريد الذي أسر معبدا ، والصفاد : ما شده به ، والمحلّق : نعم سمته على هيئة الحلق ، والصعيد : وجه الأرض ، و (بداد) في موضع مصدر معرفة مؤنث ، فكأنه في موضع البدّة وهي في موضع الحال وإن كان معرفة. وهو من نحو : أرسلها العراك ، وفعلته جهدك وطاقتك /.
[منع صرف (حاميم) اسما للسورة حملا على العجمة]
٥٣٥ ـ قال سيبويه (٢ / ٣٠) فيما ينصرف وما لا ينصرف : «وأما (حاميم) فلا ينصرف ، جعلته اسما للسورة أو أضفت إليه ، لأنهم أنزلوه بمنزلة [اسم](٣) أعجمي نحو : قابيل وهابيل».
يعني جعلته اسما للسورة : أي جعلت (حاميم) اسما لها ، كما جعلت هودا ويوسف وغيرهما أسماء للسور ، فصنعت بها ما تصنع بامرأة سميتها باسم من هذه الأسماء.
والإضافة أن تدع الاسم على ما يستحقه من الإعراب قبل أن تضيف إليه ،
__________________
(١) ورد الشاهد في : المقتضب ٣ / ٣٧١ والأعلم ٢ / ٣٩ والكوفي ٢٦٣ / أوالأشموني ٢ / ٥٣٨ والخزانة ٣ / ٨٠
(٢) انظر خبر أسره وهلاكه في بني عامر في : الأغاني ١١ / ١٢٨ والكامل لابن الأثير ١ / ٣٤١ والخزانة ٣ / ٨٢ وأيام العرب في الجاهلية ص ٣٤٤ وحاشيتها ، وكان ذلك يوم رحرحان. والشاعر يعيّر لقيطا لأنه فرّ عن أخيه معبد ، كما أنه امتنع عن دفع أكثر من مائة من الإبل لفك أسره من بني عامر وكانوا طلبوا مائتين. فشددوا وثاقه حتى مات.
(٣) تتمة من سيبويه ، ليست في الأصل والمطبوع.