الشاهد (١) فيه أنه نصب (أو غدا) وعطفه على موضع (من اليوم) كأنه قال : تلاقينا اليوم أو غدا.
وشتّت نواهما : يريد أنهم فارقوا قومهم وبعدوا عنهم ، وصار بعضهم بالبلقاء من أرض الشام وبعضهم بموضع آخر. وتمعدد الرجل : إذا ذهب في الأرض وأبعد. كما قال معن (٢) بن أوس :
... |
|
وإن كان من ذي ودّنا قد تمعددا (٣) |
[النصب بإضمار فعل يقصده المعنى]
١٧٣ ـ قال سيبويه : (١ / ٨٦) في المنصوبات ، قال كعب بن جعيل :
أعنيّ أمير المؤمنين بنائل |
|
أعنك وأشهد من لقائك مشهدا |
أعنّي بخوّار العنان تخاله |
|
إذا راح يردي بالمدجّج أحردا |
__________________
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٢٠ / أوالأعلم ١ / ٣٥ وشرح الأبيات المشكلة ٩١ والإنصاف ١٨٧ و ٢٠٨ والكوفي ١٦ / ب و ١٦٥ / أ.
(٢) شاعر مزني مخضرم. له مدائح في الصحابة ، رحل إلى الشام والبصرة (ت بالمدينة ٦٤ ه) ترجمته في : الأغاني ١٢ / ٥٤ وجمهرة الأنساب ٢٠٢ ومعجم الشعراء ٣٩٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٠٨ والخزانة ٣ / ٢٥٨
(٣) ورد البيت لمعن في : الصحاح (عدد) ١ / ٥٠٣ والكوفي ١٦٥ / أواللسان (عرد) ٤ / ٢٧٨ و (معد) ٤ / ٤١٣ وبدون نسبة في المخصص ١٢ / ٥٤ والبيت بتمامه :
قفا إنها أمست قفارا ومن بها |
|
وإن كان من ذي ودّنا قد تمعددا |
وقيل في معنى تمعدد : تشبّه بعيش معدّ وكانوا أهل قشف وغلظ. ومنه قول عمر ابن الخطاب : «اخشوشنوا وتمعددوا» (انظر الصحاح) ولا خلاف بين معاني الكلمة.