والسيب : العطاء ، يغدو ويسري : يأتيك بالنهار والليل ، وأنك لا تصابين في أهل ولا مال يضرّك ويؤذيك فقده ، ويطول عمري معك ، ونعيش أبدا ، فقد كذبتك نفسك في هذا الذي حد ثتك به ومنّتك دوامه من السلامة والغنى ، فاصدقيها أنت عن الأمر وعرّفيها كيف تجري حال الناس جميعا ، وأنه لا بد من الموت والمصائب حتى تترك هذا التمني.
ووجه الرواية : فاكذبيها ، أي حدّثيها من الأمور بما تهواه ، وصدّقيها فيما تتمناه ، وإن كان ما تحدّثينها به كذبا ، حتى يصلح أمر دنياك ، واعتقدي فيه صحة ما قلت لك ، وأنه لا بد من الذهاب والفناء.
و (جزعا) منصوب على إضمار فعل (١) ، كأنه قال : فإما تجزعين جزعا ،
__________________
٩) وبنيان القبور أتى عليها |
|
طوال الدّهر من سنة وشهر |
١٠) ولو أسمعته لأتى حثيثا |
|
سريع السّعي أو لأتاك يجري |
١١) بشكّة حازم لا عيب فيه |
|
إذا لبس الكماة جلود نمر |
١٢) فإما تمس في جدث مقيما |
|
بمسهكة من الأرواح قفر |
١٣) فعزّ عليّ هلكك يابن عمرو |
|
ومالي عنك من عزم وصبر». |
(فرحة الأديب ٤٤ / أو ما بعدها)
ثم أوردها البغدادي نقلا عن نص الغندجاني ، وقام بشرح غوامضها في الخزانة ٤ / ٤٤٤
(١) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ٤٧١ و ٢ / ٦٧ والمقتضب ٣ / ٢٨ والنحاس ٤٢ / أو ١٠٣ / أوتفسير عيون سيبويه ٢٣ / ب والأعلم ١ / ١٣٤ والكوفي ١٩ / ب و ٣٦ / ب و ١١٨ / أوالخزانة ٤ / ٤٤٢
وقد جعلها النحاس من باب (حذف كان مع اسمها) بقوله : «يريد فإما أن يكون الأمر جزعا أو يكون إجمال صبر. وهذا على غير الجزاء». أما الأعلم فيرى أنه