واليمن ، ففعل أفعالا قبيحة ووسوس في آخر أيامه ، وقيل عنه : كان أميرا سريا ، بطلا شجاعا ، فاتكا خرج إلى اليمن في ألف فارس يطلب بدم عثمان ، وقد هدم دورا كثيرة بالمدينة ، وقال لأهل المدينة : لو لا عهد أمير المؤمنين ما تركت بها أحدا إلّا قتلته ، وكان إذا دعا ربما يجاب ، مات في امارة عبد الملك بن مروان بالمدينة ، وقيل بالشام ، واختلف في تحديد زمن وفاته ومكانها ، والأرجح أنها كانت في آخر أيام معاوية كما ذكر المقريزي بالمقفي الكبير ، وقد قتل عبيد الله بن العباس باليمن وهو صغير السن ، وقد سبى مسلمات باليمن ، فأقمن للبيع ، وله نكاية في الروم ، دخل وحده إلى كنيستهم فقتل جماعة ، وجرح جراحات ، ثم تلاحق أجناده فأدركوا به وهو يذبّ عن نفسه بسيفه ، فقتلوا من بقي ، واحتملوه ، وفي الآخر جعل له في القراب سيف من خشب لئلا بيطش بأحد ، وبقي إلى حدود سنة سبعين رحمهالله.
وعلى هذا فولاية بسر للمدينة المنورة ومكة المكرمة لم تكن بعهد من الخليفة معاوية ولكنه كقائد عسكري مرّ بها ومكث بها مدة فهو الوالي الحقيقي. وذكر أن أبا أيوب الأنصاري كان عليها عندئذ ففرّ من بسر هذا ، فمدة ولايته قصيرة ولا سبيل إلى تحديدها.
٣٧ ـ أبو هريرة الدّوسي اليماني ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١) أختلف في اسمه على أقوال جمّة أرجحها : عبد الرحمن بن صخر ، وقيل ابن غنم ، وقيل كان اسمه : عبد شمس ، وعبد الله ، وقيل : سكين ، عامر ، بردير ، عبد بن غنم ، عمرو ، سعيد ، وكذا في اسم أبيه ، قال ابن الكلبي هو عمير بن عامر بن ذي الشرى بن طريف بن عيّان ... بن مالك بن نصر بن الأزد ، ويقال : كان في الجاهلية اسمه : عبد شمس ، أبو الأسود ، فسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله ، وكنّاه : أبا هريرة.
ـ أمير المدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة ٤٠ ه.
__________________
(١) انظر ترجمته : طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٣٦٢ ، ص ٣٢٥ ، طبقات خليفة ص ١١٤ ، تاريخ خليفة ص ٢٢٥ ، ٢٢٧ ، المعارف ص ٢٧٧ أخبار القضاة ج ١ ص ١١١ ، الاستيعاب ج ٤ ص ١٧٦٨ ، حلية الأولياء ج ١ ص ٣٧٦ ، ٣٨٥ ، أسد الغابة ج ٦ ص ٣١٨ طبقات القراء ج ١ ص ٣٧١ ، تهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٣٦٢ ، الاصابة ج ١٢ ص ٦٣ ، شذرات الذهب ج ١ ص ٦٣ سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٧٨ ـ ٦٣٢ ، الفتوح لابن الأعثم الكوفي ج ٤ ص ٥٥ ، التحفة اللطيفة ج ١ ص ٨٣ تاريخ الطبري ج ١ ص ١٢ ـ ٥٧٠ ، ج ٢ ص ١٦ ـ ٥٧٠ ، ج ٣ ص ١٦ ، ٣٠٧ ... نسب ابن الكلبي ص ٣٣٥ ، جمهرة أنساب العرب ص ٣٨٢.