ـ أمير الحجاز
ومكة في حوالي سنة ١١٢٩ ه.
كانت ولايته يوم
الحادي والعشرين من المحرم سنة ١١٢٩ ه وسلك في أول ولايته سبيل العدل. والاستقامة
اتفق مع الأشراف أولا ثم حصل بينه وبينهم اختلاف ثانيا ، حتى خرج كثير منهم من مكة
مغاضبا له ، ولم يزل أمر الشريف عبد الله بن سعيد في انحلال رغم محاولات الشريف
عبد المحسن اصلاح ذات بينهم إلى غرة شهر جمادي الأولى سنة ١١٣٠ ه ، فكان عزله في
هذا التاريخ ، فكانت مدة ولايته سنة وثلاثة أشهر وعشرة أيام ، وهذه ولايته الأولى.
وقد ولي مكة مرة
ثانية في ١٥ جمادي الثانية سنة ١١٣٦ ه ، وسبب ذلك أن أغاوات العساكر المقيمين
بمكة عرضوا شكايات من الشريف مبارك بن أحمد ، بأنه قتل جميع الأتراك ، وأرهب عساكر
الدولة حين دخوله مكة لقتال الشريف بركات بن يحيى بن بركات ، ولاذبّ عنهم وسلمهم
من القتل إلّا الشريف عبد الله بن سعيد ، فلما وصل هذا العرض للدولة العثمانية ،
كان جوابه عزل الشريف مبارك ، وتوجيه الإمارة للشريف عبد الله بن سعيد.
وفي نفس السنة
انكسر للأشراف عنده مبلغ عظيم من المال ، فثاروا عليه ، وتحصن ، ولكن النصر كان
حليفة بسبب ميل عساكر الأتراك لصالحه رغم أنهم وعدوا الأشراف الآخرين بالوقوف على
الحياد.
ولما وصل عثمان
باشا الى مكة ، أخبروا الشريف عبد الله بمقدار ما يطلبه الأشراف من الدراهم وما
يصل إليه من محصول ، حيث تم الاتفاق بمحضر رسمي على تنقيص مقرراتهم.
وحاول الوزير أبو
بكر باشا في سنة ١١٣٧ ه منع الشريف عبد الله عن بعض الأشياء ، واتفق مع الأشراف
ضده ، ولكن الأمور عولجت بدفع مبلغ من المال لهم ، واستمر ذلك الحال في ولايته حتى
١٥ ذي العقدة ختام سنة ١١٤٣ ه فكانت مدة ولايته الثانية سبع سنوات وخمسة أشهر
وعشرة أيام ، حيث كانت وفاته ، وولى بدلا عنه ابنه الشريف محمد بن عبد الله. وقد
وصف بأنه من عقلاء الأشراف.
٣٨٦
ـ علي بن سعيد بن زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن بن محمد بن بركات ابن محمد بن بركات بن
حسن بن عجلان بن رميثة بن محمد بن حسن بن علي بن قتادة بن