ولما أحسّ الحاكم العبيدي بفداحة الأمر ، أرسل الأموال لاستمالة أهالي الرملة ، وتهوين أسرهم لجيشه ، والقبائح التي مورست ضد قائد جيشه ، ووردت بعض الأخبار بأن أهالي الرملة سلموا الحسن بن جعفر للفاطميين ، الذين عفوا عنه ، وهو ما لا نعتقده ، وعاد إلى مكة حتى وفاته في سنة ٤٣٠ ه
ويروى عنه : أن الحاكم العبيدي طلب منه نقل ضريح النبي صلىاللهعليهوسلم إلى القاهرة ، وحاول ذلك بذهابه إلى المدينة فهاج الناس ، وكادوا يقتلوا أبا الفتوح ، ومن معه من الجنود ، وقد استولى عليه الوسواس ، وحدثت ريح شديدة حالت دون ذلك ، مما جعل له عذرا عند الحاكم العبيدي (١).
وروى عنه أيضا في سنة ٣٩٥ ه : أرسل الحاكم بأمر الله له سجلا ينتقص به بعض الصحابة ، وجرّح به أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد هاج أهل مكة اثر سماعهم بذلك ، ورموا القاضي الموسوي ، ابراهيم بن اسماعيل ، قاضي مكة ، ورموه بالحجارة وتحول المنبر إلى رميم ، وكان يوما مشهودا.
ولم يقدر بعد ذلك أحد أن يجهر بمثل ذلك (٢) ومن أخبار ولايته على الحرمين أيضا : في سنة ٣٩٦ ه أمر الناس في الحرمين بالقيام عند ذكر الحاكم صاحب مصر في الخطبة لأن ذلك عادتهم بمصر والشام (٣)
وأعتقد أنه في خلال سنوات امرته فتحت دار جعفر الصادق بالمدينة النبوية من قبل القائد ختكين الضيف .. (٤)
وورد في أخبار مصر في سنتين في أحداث سنة ٤١٤ ه : أنه لا يزال على الحرمين (٥) ولا سبيل لتحديد انتهاء حكم المذكور للمدينة ، ولكن يمكن ترجيحه بعد سنة ٤١٥ ه.
__________________
(١) العقد الثمين ج ٤ ص ٧٧ ، حسن الصفا ص ١١٠ ، اتحاف الورى ج ٢ ص ٤٣٧ ، لم ترد الحادثة عند المقريزي في اتعاظ الحنفا ، ولعلها تكون مدسوسة.
(٢) اتحاف الورى ج ٢ ص ٤٣١ ، العقد الثمين ج ٤ ص ٧٨
(٣) النجوم الزاهر ج ٤ ص ٢١٤ ، اتحاف الورى ج ٢ ص ٤٣٢ ، المنتظم ج ٧ ص ٢٣٠
(٤) اتعاظ الحنفا ج ٢ ص ١١٨ ، ١١٩
(٥) أخبار مصر في سنتين حوادث سنة ٤١٤ ه