من أهل بيتي ، فعليك من الله واقية ، والرجل الذي خلّصه كان المعتصم ، قد أمره أن يلقيه إلى السباع ، فلم يفعل ، وكانت وفاته في جمادي الآخرة ، وكان يوما مذكورا (١)
أما إمارته على المدينة المنورة ، فلم تكن بأمر من الخليفة ، ولكن في سنة ٢٣٠ ه وجهه الخليفة الواثق إلى قتال الأعراب بالمدينة ، وذلك بسبب أن بني سليم كانت تطاول على الناس حول المدينة بالشر ، وكان رأسهم عزيزة بن قطّاب السّلمي ، وقد قتلوا مسلحة وجهها إليهم أمير المدينة محمد بن صالح بن العباس ، فقدمها بغا الكبير في شعبان سنة ٢٣٠ ه.
وأوقع بهم وأسرهم ثم جاء بهم إلى المدينة حيث سجنهم هم وغيرهم من القبائل الأخرى في دار يزيد بن معاوية ، ثم شخص إلى مكة حاجا ، وبعد الحج انصرف لقتال قبائل أخرى في فدك وغيرها ... ، ثم قدم بالأسرى إلى المدينة في رمضان سنة ٢٣١ ه ، فحبسهم بدار يزيد أيضا ، ثم توجه إلى مكة لأداء الحج ثم عاد للمدينة ... وظل في حرب مع هذه القبائل حتى سنة ٢٣٢ ه ، حتى شخص بالأسرى إلى بغداد وكانت عدة من أسر دون القتلى ألفي رجل ومائتي رجل من بني نمير وكلاب ومرّة وثعلبة وطيء (٢).
الشيء الذي يذكر أنه كان فوق كل أمير المدينة لا يخالف له أمر.
١٧٢ ـ صالح العباسي التركي (٣)
ـ أمير المدينة المنورة في سنة ٢٣٠ ه
ورد ذكره في أحداث سنة ٢٣٠ ه عندما عاث الأعراب بمنطقة المدينة المنورة ، وقتلوا أمير المدينة محمد بن صالح.
وندب الخليفة الواثق العباسي بغا الكبير لقتالهم ، وقد فصلنا أمره في ترجمته السابقة ، وقد غادر بغا الكبير المدينة لقتال هؤلاء الأعراب الخارجين على النظام إلى اليمامة حيث
__________________
(١) الوافي بالوفيات ج ١٠ ص ١٥٢ ت ٤٦٥٦
(٢) تاريخ الطبري ج ٩ ص ١٣٤ ـ ١٥٠ تفاصيل وافية
(٣) ترجمته : تاريخ الطبري ج ٩ ص ١٥٠ ـ ١٩٩ ، الكامل في التاريخ ج ٧ ص ٢٨ ، الوافي بالوفيات ج ١٦ ص ٢٧٥ ت ٣٠٩ ، تهذيب تاريخ ابن عساكر ج ٦ ص ٣٨٤ ، خلاصة التبر المسبوك ص ٢٣١ ، العبر ج ٢ ص ٩ وما بعدها ، شذرات الذهب ج ٢ ص ١٣١ ، تجارب الأمم ج ٦ ص ٥٣٣