والثّرب : أرض
حجارتها كحجارة الحرّة ، إلا أنها بيض.
تاريخ يثرب :
هي من المواضع
التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد ، وقد ذكرت في الكتابات المعينية ، وكانت من
المواضع التي سكنتها جاليات من معين ، ثم صارت إلى السبئيين بعد زوال مملكة معين
وفصّل صاحب معجم
البلدان أمرها :
كان أول من زرع
بالمدينة (يثرب) واتخذ بها النّخل ، وعمّر بها الدور ، والأطام ، واتخذ بها الضياع
العماليق ، وهم بنو عملاق بن أرفشخذ بن سام بن نوح ، عليهالسلام ، فعلى هذا الكلام يثرب رجل : وكانت العماليق ممن انبسط في
البلاد ، فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كله إلى الشام ومصر فجبابرة الشام
ومصر منهم ، ولكن جواد علي يذكر : أنّ قوما أقدم من العمالقة قد
سكنوا يثرب يقال لهم صعل ، وفالج ، فغزاهم النبي داود عليهالسلام ، وأخذ منهم أسرى ، وهلك أكثرهم ، وقبورهم بناحية الجرف ،
وسكنها العماليق .
فبنو صعل وفالج
أقدم من العماليق ، ولعل العماليق من بقاياهم أو من نسلهم.
وكان ساكنوا
المدينة (يثرب) بنو هفّ ، وسعد بن هفّان ، وبنو مطرويل ، من العماليق ، وكان ملك
الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم .
وقد نزلها اليهود
وكان سبب نزولهم المدينة وأعراضها : أنّ موسى بن عمران عليهالسلام ، بعث إلى الكنعانيين حين أظهره الله تعالى على فرعون ،
فوطىء الشام ، وأهلك من كان بها منهم ، ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق ،
وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلّا من دخل في دينه ، فقدموا عليهم ،
فقاتلوهم ، فأظهرهم الله عليهم ، فقتلوهم ، وقتلوا ملكهم الأرقم ، وأسروا ابنا له
شابا جميلا ، كأحسن من رأى في زمانه ،
__________________