وكان هدوم بيت بوس هدمها الهادي في ذي القعدة سنة ٢٩١. وأكل قوم من أهل صنعاء من لحم جفتم (١). وكان ذلك في آخر الشدّة التي أكل الناس بعضهم بعضا (٢) ، ومكث أسعد وعثمان أمرهما واحد نحو شهرين. ثم ان أسعد وثب على ابن عمه عثمان فابتزه الأمر وحبسه.
وصار الأمر إلى أسعد إلى وقت دخول علي بن فضل القرمطي لعنه الله إلى صنعاء وذلك يوم السبت لعشر ليال ماضية من المحرم سنة ٢٩٣ فخرج أسعد ومن معه إلى بلاد قدم.
واستعاد الناس الهادي صلوات الله عليه فدخل صنعاء ووجه ابنه أبا أبا القاسم إلى ذمار ومخاليفها واستعمل العمال وولى الهادي القضاء أحمد بن يوسف الحاذقي (٣) رضي الله عنه.
ثم تعاظم أمر القرمطي وتوجّه إلى أبي القاسم بن الهادي فلحق بأبيه الهادي إلى صنعاء هزيما. وخرج أحمد بن محمد بن الروية (٤) من ذمار حتى ورد «ثاث» و «رداع» (٥) والتف إليه بنو عمه ورجاله فخرج إليه ذو الطوق (٦)
__________________
(١) انظر الحاشية السابقة ص : ٧٨.
(٢) في سيرة الهادي : ٢٧٣ «وحال صنعاء في ذلك اليوم حال ضيق قد كان يوم دخلناها وحبسنا فيها السعر خمسة مكاك بدينار فلم يزل ينقص حتى خرجنا وهو على مكوك» قلت المكوك مكيال قدر صاع ونصف. أو نصف رطل إلى ثماني أواق أو نصف الويبة والويبة اثنان وعشرون أو أربع وعشرون مدّا بمد النبي صلى الله عليه وسلم أو ثلاث كليجات والكيلجة منا وسبعة اثمان المن والمن رطلان والرطل اثنتا عشرة أوقية والأقية استار وثلثا استار. والاستار أربعة مثاقيل ونصف والمثقال درهم وثلاثة أسباع درهم والدرهم ستة دوانق والدانق قيراطان والقيراط طسوجان والطسوج حبتان والحبة سدس ثمن درهم. وهو جزء من ثمانية وأربعين جزء من درهم ، جمع مكاكيك.
(٣) هو محمد بن الهادي يحيى الحسين. الذي تولى الإمامة بعد والده.
(٤) انظر سيرة الهادي : ٣٩٢.
(٥) هو أبو العشيرة سيرة الهادي : ٣٩٢.
(٦) رداع : مدينة كبيرة شرقي ذمار بمسافة ٥٣ ك م وتعرف برداع العرش (معجم : ٢٦٥).