وأصحابه في هذا الشارع ، وكان قد بعثه محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين العلوي إلى صنعاء أميرا عليها وذلك في سنة المائتين في أيام المأمون. وكان أبو الحسين أحمد بن محمد بن يزيد قمران يقعد في هذا المسجد ويفقه فيه ويسمع فيه الحديث ، وذلك لما زمن ولحقه ضعف في رجليه ، وكان تحت هذا المسجد فيما بينه وبين الشارع خلف الدار المعروفة [١٠٨ ـ أ] بدار ابن المقفع (١) بيعة للنّصارى وقد أدركنا من هذه البيعة (٢) بقايا وقد ادخل من هذه البيعة جانب إلى دار ابن المقفع في ذلك. وقد ذكر ان عيسى بن مريم عليه السلام دخل صنعاء فصلّى في هذا الموضع فاتخذت النصارى هذه البيعة على آثاره وآثار مصلّاه الذي صلى فيه.
أخبرني بذلك العباس (٣) بن محمد عن أبيه عن جده عن إبراهيم بن محمد بن المعمر الهمداني قال حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن معقل بن منبه قال حدثني : إسحق بن إبراهيم قال حدثني غسّان بن أبي عبيد البصري قال : دخل عيسى بن مريم صلّى الله عليه صنعاء وصلّى في موضع الكنيسة (٤) واتخذ النّصارى الكنيسة بصنعاء علم أثر مصلاة.
ومسجد قديم بقرب دار لبني الياس وهم أخواله وزقاق ابن طاهر ، فإذا خرج من هذا الشّارع خرج إلى دار وهب بن منبه ومسجده وذلك إذا دخلت شارع ابن طاهر والمسجد الذي يعرف به ودار بن عنبة التي صارت له ودار بن إلياس كل ذلك إذا دخلت من ناحية اليمن إذا دخلت هذا الشّارع من ناحية المسجد المعروف بمسجد المجلس من نواحي (٥) القطيع وهذا المسجد باق عامر إلى وقتنا هذا وذلك إلى سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة ، وعلى اليسار الخرابات الني إلى باب دار لبني
__________________
(١) هو أبو القاسم ابن مقفع (انظر تاريخ مدينة صنعاء : ٢٠٢).
(٢) انظر تاريخ صنعاء : ٣٢.
(٣) اللفظة مطموسة في الأصل.
(٤) اللفظة مطموسة وتقرأ هكذا : كنسية.
(٥) مطموس في الأصل.