كتيم من بني سليمان (١) فأقام في الجبجب (٢) حصن يرسم (٣) يقاتل أهل صعدة ولم يقدر عليهم. فلم يبلغ منهم مرادا ، فسار إلى حوث وأقام هنا لك أياما فوصلته كتب أبي جعفر أحمد بن قيس أن يصير إلى ريدة حتى يعامله فوصل ريدة يوم الأحد لثمان من شوال سنة ست وتسعين وثلاثمائة. ولم يسدّ له مع همدان عمل على ما كان يريد ، فعاد إلى صعدة يوم خمس وعشرين من شوال هذا ، وبدا له المسير من صعدة فصار إلى سوق الأحد (٤) وسار من هنالك إلى تهامة يريد لقاء الحاج. فلما صار قريبا من المهجم (٥) أمر به فأخذ ما كان معه. وذهب به إلى زبيد فحبس وقيد.
وتضايقت الأسعار في صنعاء وغيرها جدّا فبلغ مكيال البر سبعة دراهم. وقلّ العلف بلغ طخب (٦) التّبن دينار. وبلغ القصب الأخضر أربعة أرطال بدرهم. ومات عامة الدّواب. وقلّت الأشياء. ومات عامة الناس. وكثر السّرق وكثرت الحرابة (٧). ولم يوجد التّين ، بعد ذلك. وقع المطر في كل بلد وحسنت الأحوال.
وطلع (٨) نجم من المشرق كبير مثل الزهرة أربعة أسفار (٩) بعد غروب الشمس بنصف ساعة. ولم يكن بالمدوّر إلى الطّول أقربه [٥٥ ـ ب] وفي
__________________
(١) هم أشراف صبيا وضمد وجيزان ينتسبون إلى سليمان بن عبد الله بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى (نيل الحسنيين : ١٦٨).
(٢) اسم لعدة مواضع في اليمن والمشار إليه هنا هو في صعدة.
(٣) أرض في الغرب من صعدة بمسافة نحو ميل (معجم : ٧٠٩).
(٤) سوق الأحد : انظره في معجم جازان : ٥١ يقع غرب قرية الميزاب.
(٥) المهجم : مدينة تهامية خربة كانت تقع في غربي الزيدية على شطّ ميزاب وادي سردد وكانت قديما عاصمة تهامة الشمالية (معجم : ٦٣٩).
(٦) من عامية أهل صنعاء في ذلك الوقت وكأنها بمعنى حزمة أو ما شابه ذلك. قلت : لم أجد هذه المادة في المعاجم.
(٧) سبق.
(٨) نقل هذا الخبر عن كتابنا مؤلف كنز الأخبار (خ) وعنه بهجة الزمن : ٦٣ والعسجد المسبوك : ٥٠ وقرّة العيون : ١٦٦.
(٩) الأسفار : إشراق القمر وظهوره.