ومرض وسار إلى صنعاء فلما وصل إليها ثار به النفط (١) ، فأقام في دار أبي سلمة ، وأمر أسعد [٥٠ ـ أ] من يقوم به ويمرضه وقلّده من أهل صنعاء من وثقة عليه ، وذلك أنه الذي كان استدعاه مكايدة لأبي جعفر ورشحه (٢) ودفع عنه رسوم همدان إليهم ، فلما رأى ذلك أبو جعفر بن قيس سار إلى أبيه إلى الأهنوم فأقام عنده أياما. ثم سار إلى نجران فأقام هنالك شهرا ثم رجع وسار معن من أهل نجران خيل كثيرة وسار بهم وبمن معه من همدان ممن كان له صاحب حتى وصل موضعا يقال له الراحة (٣) من تهامة. فكان هنالك وهو يرسل خيله فتغير من أقصى تهامة فتأخذ ، ثم لم يسد (٤) له هناك مقام ومرض قوم من أصحابه وراح إلى أبيه فأقام عنده أياما.
وكان قوم من همدان قد كاتبوا الإمام يوسف بن يحيى ، فسار بمن معه من همدان حتى صار إلى الحصبة (٥) قريب من صنعاء وكان مع أهل البلد قوم من همدان ممن كان صاحبا لابن أبي حاشد ، وكان ابن أبي حاشد في ذلك منفوطا (٦). فوجه أسعد من حمله إلى ضبوة (٧) فأجمع من كان في صنعاء من همدان وسألوا الإمام الانصراف إلى ريدة حتى ينظروا ما يكون من ابن أبي حاشد فكره الإمام ذلك ومن كان قد وصل معه من همدان فخرج أصحاب ابن أبي حاشد من صنعاء فقاتلوا الإمام وأصحابه فانهزم الإمام ومن معه من همدان. ولم يقع بينهم قتل سوى أخذ سلاح ودواب وذلك في رجب سنة
__________________
(١) النفط : في كلامهم هو البثور في الجسم وهو هنا : الجدري.
(٢) كذا في الأصل. ولم نعرف هذه اللفظة وكأنه رشحه للحكم.
(٣) الراحة : في معجم جيزان : ١٠٨ بلدة تاريخية دثرت يعتقد انها في الشمال من وادي بيش.
(٤) لم يسد : بمعنى انه لم يصلح له أمر وهو من كلام أهل صنعاء.
(٥) الحصبة من أحياء صنعاء بالجهة الشمالية.
(٦) منفوط : سبق.
(٧) ضبوة أو ظبوة : بلدة وواد من ظاهر ذي جرت بلاد سنحان ومنها ينبع غيل البرمكي (صفة : ١٥٥).