وقال فى الأوليات بمكة : وأول من فرق بين الرجال والنساء فى جلوسهم فى المسجد الحرام ، على بن الحسن الهاشمى ، أمر بحبال فربطت بين الأساطين التى يقعد عندها النساء ، فكنّ يقعدن دون الحبال إذا جلسن فى المسجد ، والرجال من وراء الحبال. انتهى.
وذكر الفاكهى : أنه توفى بمكة ، ولم يذكر الفاكهى تاريخ وفاته ، ولم يزد فى نسبه على اسم أبيه ، وأظنه والله أعلم : على بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس ، الذى ذكر ابن جرير : أنه حج بالناس سنة أربع وخمسين ومائتين. فإن كان هو ، فاستفدنا من هذا نسبه وحجّه بالناس فى هذه السنة. وكلام العتيقىّ ، يقتضى أن الذى حجّ بالناس فى هذه السنة : عبد الله بن محمد بن سليمان الزّينبىّ. والله أعلم بالصواب.
٢٠٥٤ ـ على بن الحسين بن برطاش ، الأمير مبارز الدين :
أمير مكة. وليها للملك المظفر صاحب اليمن ، وقد ذكر خبر ولايته لها ، وما من أمره بها ، صاحب بهجة الزمن فى تاريخ اليمن ، لأنه قال : إن المظفر فى شوال سنة اثنتين وخمسين وستمائة ، جهّز ابن برطاس إلى مكة ، فجرت الوقعة المشهورة بينه وبين الشريفين : أبى نمى ، وإدريس بن قتادة ، وكان أول اليوم له وآخره عليه ، وكسر وقتل بعض عسكره ، وأخذ ما كان معهم. انتهى.
ووجدت بخط بعض مؤرخى اليمن فى عصرنا ، هذه الحادثة أبسط من هذا ، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة ، ونصّ ما ذكره فى أخبار سنة اثنتين وخمسين وستمائة : وفى شوال ، جهز السلطان الأمير مبارز الدين على بن الحسين بن برطاس إلى مكة المشرفة ، فى مائتى فارس ، فلقيه الأشراف على باب مكة فكسرهم وقتل منهم جماعة ، ودخل مكة ، وحج بالناس ، ثم قال : وفى سنة ثلاث وخمسين ، جمع أشراف مكة جمعا عظيما ، وقصدوا الأمير مبارز الدين على بن الحسين بن برطاس ، وحاصروه فى مكة حصارا شديدا ، ودخلوا عليه مكة من رءوس الجبال ، وقاتلهم فى وسط مكة فكسروه ، وقتلوا جماعة من أصحابه ، ولزموه ، فاشترى نفسه منهم ، وعاد إلى اليمن ، هو والجند الذين كانوا معه. انتهى.
وأفاد الشيخ أبو العباس الميورقى من خبر هذه الوقعة ، ما لم أره لغيره ، لأنه قال : ثم استحكم أبو نمىّ ، وعمه إدريس على مكة ، فأخرج الشرفاء الغزّ ، فسفك دماء خيل ابن