وجهة الجنوب
مقابلة لجهة الشمال ، وهي (من) مطلع الشمس الأسفل إلى مغربها الأسفل. وأوسط هذه
الجهة يسمّى نقطة الجنوب ، وهو موضع القطب الأسفل. وليس يرى هذا
القطب في أقاليمنا هذه ، ولكنه في مقابلة القطب الأعلى وموازيه.
وآفاق الأرض
محيطة بمكة ، شرّفها الله تعالى ، من جميع هذه الجهات. فمنها المشرّق عنها ، ومنها
المغرّب ، ومنها المحاذي لها من جهة الشّمال ، ومنها المحاذي لها من جهة الجنوب.
وجميع ذلك ثمانية آفاق : ثلاثة منها مغرّبة ، وثلاثة مشرّقة ، وواحد من ناحية
الشّمال ، وآخر من ناحية الجنوب.
فمن الثلاثة
المغرّبة واحد على خط مكّة ، شرّفها الله تعالى ، وهو أوسطها. والآخران مائلان عن
خطها ، أحدهما مما يلي الشمال ، والآخر مما يلي الجنوب. وكذلك الآفاق الثلاثة
المشرّقة ، أحدها وهو الأوسط على خط مكّة ، شرّفها الله والآخران مائلان
عن خطها ، أحدهما إلى ناحية الشّمال ؛ والآخر إلى ناحية الجنوب.
فأمّا الأفق
الغربي المائل عن خط مكّة ، شرّفها الله ، إلى جهة الشّمال فسمت الشمس فيه إلى مطلع
الشمس الأسفل وما يقاربه ؛ وذلك تلقاء جدار البيت ، حرسه الله تعالى ، الذي فيه
الميزاب. ويستدلّ على القبلة في هذا الأفق بأن يجعل الجدي حذاء المنكب الأيسر ،
وقلب العقرب إذا طلع تلقاء الوجه وأمّا في النهار فتجعل الشمس إذا استوت في وسط
السماء على طرف الحاجب الأيمن. وفي هذا الأفق من البلدان مدينة الرسول ، صلىاللهعليهوسلم ، وبيت المقدس ، حرسهما الله تعالى ، ومصر الإسكندريّة
وطرابلس الغرب وإفريقيّة والأندلس وصقلّية.
__________________