كله خراب لم يبق غير بعض آثاره وحدوده. وهذه الرملة بلد بين يافا وبيت المقدس مسير ثلاث ساعات من يافا. وكذلك سيدنا الفضل ابن العباس مدفون في الرملة.
ورجعنا من بيت المقدس إلى يافا يوم تسع عشرة من جمادى الآخر ، وكان وصولنا ذلك اليوم والحمد لله على بلوغنا الزيارة للأنبياء عليهمالسلام والمقامات (١) الشريفة. ومن الخليل إلى يافا مسير خمسة عشر (ساعة) تقريبا ، وسافرنا من يافا في تسع ساعات وتسع دقائق من يوم الثلاثين من جمادى الآخر ، ووصلنا حيفا في ثلاث ساعات وخمس وعشرين دقيقة من الليل.
وسافرنا منها في أربع ساعات وخمس وأربعين دقيقة فوصلنا بلد بيروت في مقدار ساعة إلا ثلثا من يوم الحادي والعشرين من الشهر المذكور ، وذلك في بابور البحر ؛ النيمسا. وبيروت هذه بندر من بنادر الشام ، ولها شيفة (٢) من البحر ومرساها كبير جيد تدخل المواشي (٣) بين جبلين ، وعلى الجبال بناء. وتكون المواشي كأنها في بركة ماء ، لا موجة ولا سوجة. وينزل من المواشي بسهولة بغير تعب. وهي
__________________
(١) في الأصل الحانات ، وربما أراد المحلات.
(٢) أي منظر بديع.
(٣) السفن.