وأما سكانها
فأغلبهم نصارى ويهود ، والمسلمون بها قليل بالنسبة إلى من سواهم . وهواؤها معتدل أحسن من هواء مصر. وزرنا نبي الله دانيال عليهالسلام ، والإسكندر ذا القرنين صاحب الإسكندرية. وقبورهم نازلة في
الأرض بدرج ينزل إليها من أراد الزيارة.
وفيما بين مصر
والإسكندرية بلد يسمى طنطا ، بها مقام الشيخ أحمد البدوي يعملون له في كل سنة
ثلاثة موالد كبار ؛ منها المولد الرجبي في شهر رجب ، والمولد الكبير عند طلوع
الليل ، والمولد الصغير في شهر شوال. ويذكرون انه في كل مولد ينتظم سوق عظيم مدة
المولد خمسة عشر يوما فيأتي الزوار من سائر أقطار مصر جميعا ، ويقدم التجار من
الشام والروم وغيرهم من سائر أجناس الأمم ويصير موسم وبيع وشراء أصناف التحف
والأقمشة والألعاب وغيرها. وأهل الأذكار والناس أفواجا يأتون من كل فج عميق ، حتى
أخبرونا أن اجتماع الخلائق في المولد الكبير يقارب عددهم في منى وأيام التشريق.
وهم يذكرون أن هذا
الشيخ البدوي صاحب هذا المولد كان حيا في القرن السادس ، ثم ظهرت له جملة كرامات
مذكورة في كتب
__________________