سيدنا زيد بن ثابت
الصحابي ومن معه. ومن بعد سرنا إلى وادي النمل ، وهو واد عظيم وعليه مزارع في
جوانبه وقرى ، يشرح الخاطر وفي أوله مسجد وبعده الطائف بمقدار أربعين أو خمسين
دقيقة على الحمير بجدة السير. ثم سرنا إلى جهة المثنّاة ورأينا بئر التفلة وبستان
عباس ، ومع البئر مسجد. وهي بئر خالية (جافة) ، وكذلك في البستان مسجد صغير. وهذا
البستان دخله النبي صلىاللهعليهوسلم لما آذاه آل ثقيف أهل الطائف ، وأسلم عداس فيه على يديه
حين جاءه بطبق من عنب من البستان.
وتفرجنا على
بساتين أهل الطائف ووجدنا أفخرها شيرة ؛ بستان أمير مكة الشريف عبد الله ، والبهجة
؛ بستان الشريف عبد المطلب. وهما من جنات الدنيا. والطائف بلدة طيبة منبسطة ، وفي قوة الحر باردة مثل الشتاء في غيرها ، وفي الشتاء يجمد
الماء من قوة بردها.
وهي قرية عليها
سور وفيها قلعة فائقة في الحسن ، وأسماء أبوابها الحزم وباب ابن عباس وباب الربع ،
وفيها باب صغير من القلعة غير الثلاثة المذكورة. وأكبر مساجدها مسجد ابن عباس وفيه
تقام الجمعة ، ثم من بعد مسجد الهادي أسفل البلد وفيه تقام الجمعة أيام الموسم.
__________________