زين الدين الأنصارى ، وكان من خواصه ، وتردد معه وقبله وبعده ، إلى مكة المشرفة مرات ، وجاور بها كرات ، منها فى سنة إحدى وثمانمائة ، مع الرجبية التى كان أميرها بيسق ، وأقام بها حتى حج فى سنة ثلاث وثمانمائة ، وتوجه فيها صحبة المصريين إلى بلاده ؛ وعاد منها إلى مكة فى سنة أربع وثمانمائة ، فحج وأقام بها حتى توجه لبلاده بعد الحج من سنة عشر وثمانمائة ، وعاد فى السنة التى بعدها فحج وأقام بمكة حتى مات ، إلا أنه بعد الحج من سنة ثمان عشرة وثمانمائة ، مضى إلى المدينة النبوية زائرا ، فأقام بها إلى أثناء سنة تسع عشرة وثمانمائة.
وكان يسبح الله ويهلّل ، ويمدح فى آخر الليل ، بمنارة باب العمرة أوقاتا كثيرة فى سنين كثيرة ، ثم امتنع من ذلك لأمر بعض الناس له بالترك ، مع كونه لا يختار ذلك ، ولم يجد بدا من الموافقة. وناله بسبب ذلك أذى ممن أمره بذلك لمخالفته لأمره ، وهو تغرى برمش ، الآتى ذكره فى حرف الثاء.
وكان كثير الصلاة على النبى صلىاللهعليهوسلم إلى الغاية ، بحيث كان يصلى على النبى صلىاللهعليهوسلم فى اليوم والليلة ـ فيما ذكر ـ مائة ألف مرة أو نحو ذلك ، وكانت فى خلقه حدة تفضى به إلى ما لا يحمده منه أحد ، والله يغفر له.
وتزوج بمكة عند بيت الزمزمى ، وولد له أولاد ، وخلف ولدا طفلا. وكان قد اجتمع كثيرا على جماعة من الصالحين وأهل الخير وخدمهم ، وأحسن لبعضهم كثيرا. وعادت إليه بركتهم. وربما كان يذاكر بأشياء حسنة من الشعر والأذكار ، وكان بأخرة يرافقنا فى الحج.
وتوفى بعد الحج فى المحرم من سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، وقد جاوز السبعين بيسير.
وقرأ القرآن فى شبيبته على بعض المقرئين ببلده ، ورأيت معه إجازة بذلك لا يحضرنى الآن اسم الذى قرأ عليه ، وكان يجلس مع الشهود فى عدة من المراكيز بمصر ، وله ترداد إلى القدس ودمشق.
٥١٧ ـ أحمد بن أحمد المازنى الواسطى :
سمع على الرضى الطبرى : جامع الترمذى بمكة ، وعلى صفى الدين السلامى : مشارق الأنوار للصغانى ، بقراءة الجمال المطرى ، سنة أربع عشرة وسبعمائة بالمدينة. وجاور بمكة