ارتحل إلى مكة ، فأقام بها ، ثم انتقل ثقبة وأخواه إلى الجديد ، وأقاموا به ومعهم ثلاثة وخمسون فرسا.
فلما كان اليوم الثالث عشر من ذى القعدة ، نزلوا المعابدة محاصرين لعجلان ، ثم رحلوا بعد أن تضرر الناس بهم ، فى الرابع والعشرين من ذى القعدة إلى الجديد.
فلما كان وقت وصول الحاج ، وصلوا إلى ناحية جدة ، وأخذوا الجلاب ودبروا بها إلى بحير ، وبعد رحيل الحاج من مكة ، توجهوا بالجلاب إلى جدة ونجلوها ونزلوا الجديد ، ثم اصطلح ثقبة وعجلان ، على أن تكون الإمرة بينهما نصفين ، فى تاسع المحرم سنة سبع وخمسين ، ثم انفرد ثقبة بالإمرة فى ثالث عشر جمادى الآخرة من هذه السنة ، بعد رجوعه من اليمن ، وأقام بمكة ، وقطع نداء أخيه على زمزم. واستمر منفردا بالإمرة إلى مستهل ذى الحجة من هذه السنة ، وأخوه عجلان فى هذه المدة بالجديد.
فلما وصل الحاج المصرى ، دخل معهم عجلان مكة بعد أن فارقها ثقبة ، ثم طلب ثقبة إليها أمير الركب المصرى. وكان يقال له الهذبانى ، فلم يجبه ثقبة ، مع كونه أمنه ، وقصد ناحية اليمن ، ونهب قافلة الفقيه البركانى ، وأخذ ما معهم من البضائع والقماش ، وكان مالا كثيرا.
وفى سنة ثمان وخمسين وصل ثقبة إلى الجديد ، ونزل به وأقام به مدة ، ثم ارتحل بعد ذلك إلى ناحية اليمن ، وأقام بها مدة ، ثم عاد إلى الجديد ثانية ، فعمل عليه القواد ، وحالفوا أخاه عجلان ، فارتحل إلى خيف بنى شديد ، ثم أتى نخلة ، ثم التأم عليه الأشراف جميعهم ، ورموا معه فى خيف بنى شديد ، والتأم القواد جميعهم مع عجلان ، وخرج من مكة ونزل الجديد ، ثم ارتحل منه إلى البرقة طالبا قتال ثقبة ، فلم يمكنه القواد من ذلك ، ثم عاد إلى الجديد بعد شهر.
فلما كان أول ذى القعدة ، قصد ثقبة مكة ، فلم يمكن من دخولها ، بعد أن وصل إلى الدرب من ناحية الأبطح ، ثم اصطلح ثقبة وعجلان ، وتشاركا فى الإمرة عند وصول الحاج فى سنة ثمان وخمسين. واستمرا على الشرك والاصطلاح فى الإمرة ، إلى أن عزلا فى أثناء سنة ستين وسبعمائة ، بعد أن استدعيا فيه للحضور إلى حضرة السلطان بمصر ، فاعتذرا عن ذلك ، وولى عوضهما أخوهما سند وابن عمهما محمد بن عطيفة. انتهى ما ذكره ابن محفوظ ، وغالبه بالمعنى.
وذكر لى بعض من أثق به من الفقهاء المكيين : أن ثقبة اشترك مع أخيه سند فى