عليه دكة من تراب لا يعمل فيه نقب ولا يتخلص منه ذاعر بضرب من الحيل ولم أر فى الابنية الحصينة فى معناه مثله. وكان بها رجل من المجوس مات فى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (١) وعهدى به وهو يسقى جيش خراسان وتباعهم ومتصرفيهم من الحول إلى الحول شرابا فى نهاية الجودة مع ما (معما) يتبعه من حملان وخلعة وطيب ومأكول وفاكهة. ويقال أن تقدير ثمن الظروف التى تخرج من داره إلى الناس فيها الشراب فى كل سنة خمسون ألف درهم. وكان من كرمه أنه متى لقيته جماعة من الخاصة أو العامة من الغرباء فى أى زى كانوا فسألوه شرابا ختم لهم على شمع أو طين إلى خازنه لكل واحد منهم قرابة تسعر عشر رطلا ولكل قرابة خمسة دراهم للفاكهة والنقل ولا يمتنع على أحد بتة ولم نشاهد فى زماننا مثله وخبره متعارف مشهور.
(وهذا الخبر نحن نظن أيضا بعض هنات أبى دلف) (٢).
وقد خرج من «الرى» عدة من العلماء والكتاب والشعراء وكان فيهم رؤساء وتناء (٣) منهم الجريش بن احمد (٤) ملك ألف قرية ليس فيها جريب
__________________
ومينورسكى يلاحظ أن تسمية «زندان» (السجن) القديمة كانت على الخريطة على بعد ١٠ كيلومترات تقريبا إلى الشرق من بقايا «الرى» عند أسفل الجبل ويمكن أن يكون هذا المكان موجودا حيث يصف أبو دلف هذا السجن (مينورسكى : أبو دلف ص ١٠٠).
(١) ٩٤٤ ـ ٩٥ م.
(٢) ملاحظة ناسخ مخطوط مشهد.
(٣) فى النص «تنّاء» (مفردها تانى.) وهو الشخص الذى يملك أرضا كثيرة أو ممتلكات غير منقولة.
(٤) النظير المعروف لاسم الجريش بن أحمد يذكره البلاذرى وحده ص (٢٠٠)