والآبار والأنهار والعيون ، ثم الجبال والأحجار والنباتات والحيوانات. وختمه بأبواب شتى ، منها : رسالة في أجوبة النبي (ص) على ١٤٠٤ مسائل لليهود. وفصول في علامات الساعة ، وأحوال القيامة.
وقد رتب فيه باب الحيوان والنبات على حروف المعجم. ومن ميزاته : تسمية النباتات بأسمائها القديمة والحديثة ، كقوله : ودم الأخوين هو العندم ، والبقلة الحمراء هي الرجلة ، والحمّص هو الصنبري ، وحب الرشاد هو الحرف .. إلخ.
والناظر المدقق في كتاب ابن الوردي يكتشف أن الكتاب قد تضمن ما توصل إليه الجغرافيون في زمانه مع إشارات تاريخية طرأت على البلدان التي ذكرها ، والكتاب عبارة عن قراءة في الخرائط التي رسمها ابن الوردي الحفيد ، والتي اعتمدها الغربيون المعاصرون له ، والذين أتوا بعده ، ودقة معلوماته أثارت بلبلة حول نسبة الكتاب إلى القاضي ابن الوردي الجدّ لأن علم الجغرافيا لم يكن متطورا كما هو الحال في خريدة العجائب ، ونظرا لجهل الباحثين بوجود عمرين من أبناء الوردي ، فقد شككوا بنسبة الكتاب إلى ابن الوردي لأنهم عرفوا الجدّ ، وجهلوا الحفيد لأن المراجع والمصادر قد أغفلت ترجمته ، وشهرة ابن الوردي الجدّ قد غطّت على ابن الوردي الحفيد ، وجنت عليه جناية امتدت آثارها إلى المفهرسين والمحققين ، وألصقت بهم صفة الغفلة لأنهم لم يدركوا سبب هذا الالتباس بين الرجلين ، فقدموهما وكأنهما رجل واحد رغم الفاصل الزمني «٧١ سنة» بين تاريخي وفاتيهما. وسبب الالتباس تطابق الإسمين واللقبين المتطابقين ، والنسبتين والكنيتية المتطابقتين.
وتمتاز خرائط ابن الوردي الحفيد برسمه العالم على شكل دائرة يحيط بها بحر الظلمات ، ويحيط ببحر الظلمات جبل قاف. وقد أكّد كروية الأرض حيث قال : «قد