يجري ، ولا أرض تقل ، ولا سماء تظل ، ولا ليل ولا نهار ، ولا بحار ولا قفار. يا له من يبر تفاقم أمره وتعاظم ضره وعظم خطره ، يوم تشخص فيه الأبصار بين يدي الملك الجبار (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(٦٢١) قد خشعت لهوله الأصوات ، وقل فيه الالتفات ، وبرزت الخفيات ، وظهرت الخطيات ، وأحاطت البليات ، وسيق العباد ومعهم الأشهاد ، وتقلصت الشفاه وتقطعت الأكباد ، وشاب الصغير ، وسكر الكبير ، ووضعت الموازين ، ونشرت الدواوين ، وتقطعت الجوارح ، وارتعدت الجوانح ، واتضحت الفضائح وأزلفت الجنان ، وسعرت النيران ، ويؤمر بعد الخطب الجسيم والهوا العظيم للمقعد المقيم ؛ إما بدار النعيم والرضوان ، وإما بدار الجحيم (٦٢٢) والنير.
__________________
(٦٢١) سورة غافر : آية ٥٢.
(٦٢٢) الجحيم : Abaddon : دار العذاب في الآخرة ، خلقها الله تعالى لتكون مثوى الكافرين يوم القيامة وهي مشتعلة أبدا ، وألوان العذاب فيها متعددة وكثيرة ، ومن الناس من يدخلها خالدا فيها أبدا لا يموت فيها ولا يحيا.