جزاء ملك أضر برعيته من غير قصد؟ قال الموبذان. جزاؤه أن يجلس على التراب كما فعل ملك الزمان ، ويرجع عن الخطأ إلى الصواب وإلا سخطت عليه النيران.
فقال : قد رجعت عما وقعت فيه ، فهل ترضون بسد ما حفرت؟ قالوا : لا نكلف الملك ذلك : قال : فما تريدون؟ قالوا : مرنا أن نجري من القاطول نهرا لنحيي أرضنا.فقال : لا أكلفكم ذلك. ثم أمر أصحابه وجنده بالإقامة في مجلسه وقال : لا أبرح من مكاني حتى أرى نهرا يجري دون القاطول يسقي أراضي هؤلاء المساكين ، والجاني أولى بالخسارة. فما برح من مكانه ذلك حتى أجرى لهم نهرا دون القاطول بناحية القورج ، وساقوا الماء إلى أراضيهم وعمرت ، وسقوا منها أنفسهم ومواشيهم. فهذا كان عدله في رعيته وهو كافر (٣٦٠) يعبد النيران.
نهر الكر : هو بين أرمينية وأذال. وهو نهر مبارك وكثيرا ما ينجو غريقه. قال بعض الفقهاء نقجوان : وجدنا غريقا في الكر يجري به الماء فبادر القوم إليه فأدركوه على آخر رمق ، فلما رجعت إليه روحه قال : في أي موضع أنا؟ قالوا : في نقجوان.قال : إني وقعت في الموضع الفلاني. فإذا مسيرة ذلك المكان ستة أيام. فطلب منهم طعاما فذهبوا ليأتوه به ؛ فانقض عليه جدار فمات.
نهر مهران : وهو بالسند ، عرضه عرض جيحون يجري من المشرق إلى المغرب ، ويقع في بحر فارس. قيل إنه يخرج من جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون ، وهو نهر عظيم فيه تماسيح كنيل مصر ، إلا أنها أضعف وأصغر. وهو يمتد على الأرض ويزرع عليه كما يزرع على النيل ، وينقص ويزيد كالنيل ، حذو النعل بالنعل ، ولا يوجد تمساح قط إلا بنهر مهران والنيل.
__________________
(٣٦٠) الكافر : في اللغة العربية هو المنكر والجاحد ، وهو أيضا المنكر للنعمة المتناسي لها ، وهو ضدّ الشاكر.