ويقول : باسم الله تراب أرضنا بريق بعضنا شفاء لمرضنا بإذن ربّنا» ، ففعلوا فتركتهم الحمى (١).
قال أبو القاسم طاهر بن يحيى العلوي : «صعيب» وادي بطحان دون الماجشونية (٢) ، وفيه حفرة مما يأخذ الناس منه وهو اليوم إذا ربا إنسان أخذ منه.
قلت : ورأيت هذه الحفرة اليوم والناس يأخذون منها وذكروا أنهم جربوه فوجدوه صحيحا ، وأخذت أنا منها أيضا.
وحدّثنا ابن زبالة عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، عن عمارة بن غزية ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن أبي سلمة : أن رجلا أتي به رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبرجله قرحة ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم طرف الحصير ، ثم وضع أصبعه التي تلي الإبهام على التراب بعد ما مسها بريقه.
فقال : «باسم الله ريق بعضنا ، بتربة أرضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربّنا».
ثم وضع أصبعه على القرحة فكأنما حل من عقال (٣).
ما جاء في ثمرها
روى مسلم في «الصحيح» من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح ، لم يضره شيء حتى يمسي» (٤).
وروى البخاري ومسلم في «الصحيحين» من حديث سعد أيضا عن
__________________
(١) في البخاري (٥٧٤٥) عن عائشة رضياللهعنها قالت : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يقول للمريض ـ وفي رواية : يقول في الرقية ـ : «تربة أرضنا ، وريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا».
(٢) تعرف اليوم ب «المدشونية» ، وتقع على يمين القادم من قربان ، وتربة صعيب تقع في الركن الشرقي من ذلك البستان ، ولا يزال يؤخذ من هذه التربة للاستشفاء وتعرف لذلك ب «تربة الشفاء».
(٣) روى مسلم في «صحيحيه» (٢١٩٤) (٥٤) عن عائشة رضياللهعنها ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه ، أو كانت به قرحة أو جرح ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم بأصبعه هكذا ـ ووضع سفيان سبابته بالأرض ـ ثم رفعها : «باسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، ليشفي به سقيمنا بإذن ربنا».
(٤) أخرجه مسلم في الأطعمة ، باب فضل ثمر المدينة (٢٠٤٧).